نشرت صحيفة السفير في عددها الصادر يوم السبت الفائت، تحقيقاً حول قطاع إنتاج الحرير في لبنان، تخلله مقابلة مع ميشال ليون، المدير العام الأخير لـ"مكتب الحرير"، الذي أُقفل منذ حوالي الخمسة عشر سنة. وقد إعتبر ليون أن إنهاء زمن الحرير في لبنان خسارة كبيرة لا تعوّض، موضحاً أن الحرير لم يرتب على الخزينة أية أعباء مالية، فيما أمن في المقابل نتائج اقتصادية واجتماعية مهمّة، إضافةً إلى المردود المادي للعائلات الريفية والصناعات الحرفية والتراثية. وأضاف ليون إلى أن مكتب الحرير الذي أنشئ عام 1956، أدّى دوراً مميّزاً في مجالات الزراعة والصناعة والتنمية عموماً، وكان يعدّ أوّل مؤسسة مستقلة في لبنان. وقد شدد ليون على أهميّة ذلك القطاع في إيجاد فرص العمل للريفيين/ات تحول دون مغادرتهم/هن أرضهم/هن، مشيراً إلى أنّ مدّة تربية دود الحرير لا تتجاوز الشهر الواحد، ومن شأنها امتصاص البطالة المقنعة، لا سيما اليد العاملة النسائية والمتقاعدين/ات والمرضى الذين واللواتي لا يستطيعون/ن القيام بأعمالٍ مرهقة، كما لفت إلى انّ عملية إنتاج الحرير كانت مزدهرة في العديد من المناطق لا سيما بعلبك والهرمل، وكانت بالتالي تشكل بديلاً عن الزراعات غير القانونية، لا سيما أنّ شجرة التوت تعيش في مختلف المناخات والارتفاعات، ويمكن غرسها في كل الأراضي بعلية كانت أم مروية، حتى الأراضي الهامشية التي لا تصلح لزراعة الأشجار المثمرة. وإختتم التحقيق بالإشارة إلى أن ليون أرسل كتاباً إلى وزير الزراعة في 15/6/2000، أي قبل إقفال المكتب بوقت قصير، شارحاً الجدوى البيئية والاقتصادية لذلك القطاع، إلا أنّ المحاولات والشروحات لم تنفع في إنقاذ مصلحة الحرير من الإعدام ظلماً. (السفير 18 تشرين الأول 2014)