في ظل الأوضاع الإقتصادية المأزومة التي يواجهها البلد، شهدت الحركة التجارية نشاطاً ملحوظاً، عشية حلول عيد الفطر السعيد، تركزت في معظمها على الأسواق الشعبية، التي غصت بالمواطنين/ات على إختلاف فئاتهم/ن الإجتماعية، لكونها تشكل الملاذ الأخير للطبقات الفقيرة وحتى الميسورة مادياً. أم عبدو وهي ربة عائلة مؤلفة من خمسة أولاد ، أكدت أنها تفضلّ زيارة الأسواق الشعبية في المنطقة، بعدما رأت أن تلك الأسواق تلبي الحاجة الماسة للعائلات الفقيرة، التي لا تتحمّل قدراتها المادية، إرتياد التعاونيات والمحال التجارية الأخرى، نظراً لارتفاع منسوب الأسعار فيها. أما أم صالح التي تعيل عائلة مؤلفة من ثلاثة أفراد الى جانب والدتها المريضة، فقد لفتت الإنتباه الى أن زوجها متوفٍ، وهي تعمل في أحد محال صناعة الخبز في ضهر الأحمر، مقابل راتب شهري لا يتعدى الـ350 ألف ليرة، مؤكدة أنها غير قادرة على شراء الثياب الجديدة لأطفالها الثلاثة، إنما تقصد السوق الشعبية في ضهر الأحمر أسبوعياً، فتشتري مونة الأسبوع من الخضار والفاكهة للأطفال. أما النازحة السورية أم محمد الحمد التي توفى زوجها في لبنان، فذكرت أنها باتت مجبرة على العمل كعاملة في تنظيف المنازل ما يتراوح بين 15- 20 ألف ليرة يومياً، ولا تتجاوز أيام العمل العشرين يوماً في الشهر، لذا فهي عادةً ترتاد السوق في ربع الساعة الأخير، كي تتمكن من شراء كميات من المواد الغذائية أو الخضار وبعض بقايا الثياب المستهلكة، بأسعار زهيدة. (السفير، 20 تموز 2015)