تناولت الوكالة الوطنية للاعلام، يوم امس مسيرة حمدى يحيا، مزارعة ورسامة ستينية جنوبية تعيش في قرية عدشيت قضاء النبطية، قضت عمرها في زراعة الدّخان واعداده وبيعه لتؤمن لعائلتها عيشا كريما من تعبها ومجهودها، مكرسة بضعا من وقتها لموهبة الرسم التي تحترفها. حول موهبتها، قالت يحيا انه منذ صغرها وهي تعشق الرسم وبما انها تقضي وقتها في الطبيعة، فرسمت الأشجار والعين والبيدر والنورج والجاروشة، مشيرة الى انه في البدء لم يكن لديها المال لشراء مستلزمات لأظهار الألوان كما هي واعطاء كل مشهد حقه، ليوضح زوجها ان دقة نقلها للمشاهد اعجبت عددا من الفنانين الذي عرضوا عليها المشاركة في المعارض، فيما قدم لها ممثلون عن الإتحاد الأوروبي مستلزمات للرسم والفن من تلوين وريش منوهين بتميز لوحاتها. من جهتها، اكدت ابنتها ان والدتها لو دخلت معهد الفنون الجميلة لاصبحت فنانة عالمية، مستدركة بالقول انها اختارت الزراعة وان العائلة تفتخر بها. بدوره، اعتبر الرسام والناقد، نزار فاعور، انه رأى في لوحات يحيا فنا اصيلا راقيا مليئا بالرسائل، لانها تجسد بساطة العيش وخلفية الفنانة القروية التي حافظت على نمط حياة يكاد ينضب، متحدثا عن بعض اللواحات التي نقلت خلالها تقاليد القرية مثل النساء اللواتي يشكن"أوراق التبغ او اولائك اللواتي يحملن أجرار الماء على رؤوسهن او يخبزن على الصاج. (الوكالة الوطنية للاعلام 6 شباط 2020)