نشرت صحيفة الدايلي ستار تحقيقاً، يوم أمس، حول الإعلانات المثيرة للجدل والتي تصوّر النساء كأغراض بلا عقل تستخدم لترويج السلع، مع الإشارة إلى وجهات نظر المصممين/ات العاملين/ات في وكالات للإعلان، عالمية كانت أو لبنانية.
في البداية أشار التحقيق إلى الكثير من الأمثلة عن إعلانات تصوّر النساء كأغراض للترويج في كافة النشاطات الاقتصادية، كالنوادي الليلية، شركات إنتاج المكسرات والحلويات، شركات الأزياء، وغيرها. لكن وعلى الرغم من تواجد تلك الإعلانات في كل مكان، من اللوحات الإعلانية في الشوارع إلى وسائل التواصل الإجتماعي، تشير الشركات الاعلان ان الملامة لا يجب ان تلقى عليها اذ انها فقط تنفذ رؤى عملائها، وقد تكون غير راضية عن مثل تلك المواد الاعلانية. وقد أشار كلود الخال، المدير الفني في شركة أم آند سي ساتشي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى أن من سياسات شركات الإعلان، عدم مجادلة العميل، حتى لو كان محتوى الإعلان متعارض مع معتقداتها. من جهته، لفت مارك ضو، الرئيس التنفيذي للعمليات، في مجموعة رزق، وهي شركة لبنانية كبيرة للإعلانات، إلى الإعتماد المسرف على الصور النمطية المجتمعية وعلى عنصر الصدمة لجذب الزبائن، مضيفاً أن هذا الحقل لا يزال يفتقر إلى المعايير الأخلاقية.
وفي الحديث عن عنصر الصدمة في الإعلانات، أفاد جاد ملكي، مدير قسم الدراسات الإعلامية في الجامعة الاميريكة في بيروت، أننا نتعود تدرجاً على الصدمة بحيث تصبح عادية بعد فترة معينة، وبالتالي تفقد هدفها الأساسي، مضيفاً أن التمييز على أساس الجنس في الإعلانات هي مشكلة عالمية ولكنها متفاقمة في لبنان بسبب غياب الرقابة، التوعية والقوانين الضابطة لها. وكذلك شرح ملكي أثر تلك الإعلانات في الأطفال وخاصة الفتيات، اللواتي يتعلمن أن شكلهن الخارجي، هو ما يهم على حساب تنمية العناصر في شخصيتهن التي تجعلهن "إنساناً"، مؤكدا أن تلك الإعلانات تؤثر على صحة النساء الجسدية كما على صحتهن العاطفة والنفسية، ولافتاً إلى أن زيادة الوعي عبر اطلاق برامج مدرسية والتصدي للشركات المعلنة قد يكون الحل الأمثل لمعالجة مشكلة التمييز على أساس الجنس في الإعلانات. (الدايلي ستار 9 تشرين الأول 2013)