اشارت صحيفة المستقبل الى ان ارتفاع معدل تلوث مصادر مياه الري في البقاع، دفع آلاف العائلات نحو تطوير وتوسعة الزراعات "المنزلية" من خضر وفاكهة على اختلاف أصنافها، معتبرة ان "الحقول المنزلية" في المنطقة ليست بجديدة بل تاريخية، اذ ينتظر اهل البقاع حلول الربيع والصيف، لتهيئة الحقول بحسب المُتاح لهم من مساحات متواضعة تقع إلى جوار المنازل، فيبدأون ورشاً زراعية حقيقية سعياً لإنتاج حاجاتهم المنزلية من خضر تعتمد في ريها على مصادر مياه نظيفة هي غالباً مستجرة من فائض مياه الشرب في خزنات المياه خاصتهم أو من آبار ارتوازية (بيتية) ما زالت بعيدة عن مصادر التلوث. واضافت المستقبل ان جودة منتجاتهم متأتية ايضا من اعتمادهم على التسميد الطبيعي من مخلفات الخضر والفواكه وأوراق الشجر عبر طمرها وتخميرها واستخدامها كسماد داعم لنمو النبتة، علما ان من بين النباتات التي يزرعها معظم السكان، يذكر الخضراوات على اشكالها والاشجار المثمرة اللوزيات. اما بالنسبة للجدوى الاقتصادية لتلك الحقول فهي صفر، بحسب أصحاب العلاقة من المواطنين الزارعين، اذ يصاب المزارع احيانا بخسائر مادية، ويعطون مثالا على ذلك، فابتياع كيلوغرام واحد من الخيار لا يكلف أكثر من ألف ليرة لبنانية، بينما إنتاج الكمية ذاتها من الحقول المنزلية يتطلب عملاً مضنياً يراوح بين شهر ونصف الشهر من حراثة وزرع وعناية وري.. إلخ، ما يعني أن تكلفة الكيلوغرام الواحد قد تصل إلى عشرة أضعاف سعره في محال الخضر. (المستقبل 12 تموز 2018)