تتعالى أصوات مزارعي الفريز في بلدات وقرى عكار نتيجة الأزمة الحادة التي يعانون منها على صعيد تصريف الإنتاج، وتحديدا لجهة مراقبة الحدود وحماية الانتاج المحلي من المضاربة الخارجية غير الشرعية. يؤكد المزارعون المنتشرون في سهل عكار على أن 40 الى 50 طنا من الفريز المستورد من سوريا يدخل يوميا الى عكار، وهو ما يؤدي الى خسائر فادحة نتيجة للتهريب ولإغراق السوق المحلية بالفريز الأجنبي. واللافت في الأمر تكرار المشكلة نفسها مع بداية كل موسم الامر الذي يطرح علامات استفهام جدية حول دور وزارة الزراعة في حماية الانتاج المحلي والعمل بالروزنامة الزراعية، بينما هي مقصرة في تأمين أسواق ملائمة للتصريف وفي مساندة المزارع للبقاء في أرضه. ويؤكد المزارعون في بلدات القليعات، المسعودية، بلانة الحيصة، الحيصة وتل عباس أن مساحة الأراضي المزروعة بالفريز تقلصت من 120 هكتارا في السنوات الماضية إلى نحو 90 هكتارا بسبب إحجام الكثير من مزارعي الخيم البلاستيكية عن زراعة الفريز واستبادله بمختلف أنواع الحشائش. ويشير المزارعون ايضاً إلى تأخر نضوج الموسم الحالي، بسبب العواصف المتلاحقة والصقيع الذين ضربا الزهور وأديا الى تأخر بلوغها. ويروي المزارع ياسر الحلبي، إنه عادة يقوم بقطاف الموسم بدءاً من شهري كانون الثاني وشباط، لكنه لم يتمكن من ذلك هذا العام الا مع بداية شهر آذار الجاري، الأمر الذي أدى أيضا الى تكبده خسارة مالية كبيرة، إذ إن الاعتماد الأساسي في التسويق على باكورة الموسم، لكن التأخر هذا العام صب في مصلحة البضاعة الأجنبية، مما اضطره لبيع الكيلوغرام الواحد من الفريز بثلاثة آلاف ليرة أي بسعر التكلفة، فيما يباع الفريز المستورد على قارعة الطرق بألفي ليرة. ويضيف المزارع محمد سليمان قائلاً أنه عادةً يجري تصدير الفريز اللبناني الى مختلف الدول الخليجية، لكن تأخر الانتاج هذه السنة أدى الى تحول الكثير من المصدرين الى مصادر أخرى، وبالتالي فان المزارعين حائرون في كيفية تصريف الانتاج الحالي. وفي الموضوع نفسه، وقعت مؤسسة الصفدي اتفاق تعاون زراعي مع منظمة "لاند أو لايكس" الأميركية، تؤمن المنظمة الاميركية بموجبه خبيراً زراعياً أميركياً متخصصاً في مختلف المجالات الزراعية لا سيما في إنتاج الفريز على الطريقتين التقليدية والحديثة، نظراً لما تلقاه تلك الزراعة من رواج واهتمام لافتين من قِبل مزارعي عكار. (السفير، 16 آذار 2015)