اشارت صحيفة الاخبار في تحقيق اعدته حول المونة في لبنان، الى ان المونة البلدية لم تعد طقساً تراثياً يتناقله الأبناء عن الآباء، الذين عمدوا على تخزين المؤن لفصل الشتاء بسبب صعوبات الزراعة والتنقل، لان الحياة المدنية والخيم البلاستيكية باتت تسمح بابتياع أي صنف غذائي في أي وقت، لتتحول صناعة المونة، الى تجارة مربحة تستهدف الميسورين/ات. وفي هذا السياق نقلت الصحيفة تجربة خديجة سويدان، من بلدة عدشيت القصير قضاء مرجعيون، وهي صانعة ومصدّرة مونة إلى داخل لبنان والخارج، كانت تساعد اهلها في زراعة التبغ وإعداد المونة للعائلة، والتي دفعتها الحاجة بعد وفاة الاهل في 2000، الى بيع منتجاتها البيتية، حتى صارت علامة للجودة في المنطقة، مشيرة الى ان سويدان النشيطة جدا، تصدر الملوخية والزعتر إلى كندا وخبز المرقوق والبرغل إلى بيروت، كما اشارت الصحيفة ايضا الى "المركز النسائي للتصنيع الغذائي" لدعم إنتاج المونة البيتية في حولا. كذلك ذكرت الصحيفة اتحاد بلديات جبل عامل، الذي وضع الاستثمار الزراعي في سلم أولويات خطته التنموية في البلديات الحدودية الواقعة في نطاقه، حيث اوضح المهندس الزراعي في الاتحاد، حسين جابر، ان المغتربين/ات هم زبائن المونة والمنتجات البلدية بالدرجة الأولى، يليهم/ن المقيمون/ات في المدن، مؤكدا ان حاجة أولئك وحنينهم إلى الماضي، رفعا من اشعار المونة، ما افقد الكثيرين/ات القدرة على شرائها، كما اعتبر ان ربط المونة بالمدخول المادي شجع الكثيرات على الاحتفاظ بما ورثنه عن الأهل. وفي الاطار نفسه، اشارت الصحيفة الى اصناف المونة التي تتميز بها بعض المناطق، وابرزها ملوخية عربصاليم، التي تنظم مهرجان سنوي خاص بها بالتزامن مع موسم قطافها في الصيف، حيث يصل سعر الكيلو الواحد إلى 40 ألف ليرة، برغل حومين الفوقا المجروش، شراب بندورة عين قانا، دبس رمان رومين، والبان واجبان مراعي عرمتى قضاء جزين. (الاخبار 18 ايلول 2017)