سلطت صحيفة الحياة في عددها الصادر اليوم الضوء على ما تتعرض له المرأة المطلقة في لبنان، مشيرة الى انه رغم التغيّرات الاجتماعية والانفتاح الذي يفتخر به البعض، لا تزال تلك الفئة من النساء تتعرّض لمواقف قاسية وظروف مذلّة، لأنّهن اتخذن قراراً بفسخ العقد الزوجي الذي لم يحقّق لهن السعادة، أو أجبرن على ترك المنزل الزوجي لألف سبب وسبب. وافادت الصحيفة بانه عندما تعود المرأة المطلّقة إلى منزل والديها في معظم الأحيان، تعايش مجدداً سلطة الأب والأخ بعد أن عانت من ذكورية سلطة الزوج، ولا تجد البيئة الحاضنة لها لتعيد تأسيس حياتها، موضحة بان ليس هناك واقع واحد يعايشنه جميعهن بسبب الاختلافات الاقتصادية والاجتماعية بينهن، لكنّ المعاناة هي ذاتها. واضافت الصحيفة قائلة: "بعد الطلاق، تفهم المرأة أنّ ما كان مطلوباً منها ألا تشتكي من حياتها أبداً وان تتحمل أخطاء زوجها وسلبياته". كذلك اشارت الصحيفة الى ان المرأة في نظر المجتمع اللبناني عليها أن تصبر ولو حرمت حتّى من الأساسيات، ولا حقّ لها أبداً أن تتخلّى عن واجباتها ومسؤولياتها فيما يعتبر الحكم على الرجل المطلّق أخفّ من ذلك بكثير. وحول الموضوع، حاورت الصحيفة، سحر، التي تطلّقت من زوجها بعد سنوات من العنف الجسدي والنفسي، والتي اكدت بان "الجمرة لا تكوي إلا مكانها" لافتة الى ان المجتمع واجهها بوابل من الإشاعات البعيدة عن الصحّة ومنها أنّها كانت تسبّب لنفسها التعنيف الزوجي بسبب سؤ تصرّفاتها، بينما لفتت امرأة اخرى الى انه بعد الطلاق على المطلقة ان تتقبل "سرقة" استقلاليتها منها. (الحياة 26 كانون الثاني 2017)