نشرت صحيفة "السفير" مقالاً بقلم فادي حمدان مدير"مركز إدارة مخاطر الكوارث"، بمناسبة اليوم العالمي لتقليص مخاطر الكوارث الذي يركز هذا العام على النوع الاجتماعي. وقد أشار حمدان في مقاله إلى نتائج الدراسة قام بها المركز وكيف تتجلى مخاطر الكوارث وتتفاوت وفق النوع الاجتماعي. وقد خلص حمدان في نهاية المقال إلى ذكر توصيات لتقليص هذه المخاطر بالأخذ بالإعتبار قدرات النساء. وتظهر بحسب الدراسة المذكورة أن المسببات الرئيسية لارتفاع مخاطر الكوارث في العالم هي أربعة: الفقر، التدهور البيئي، التطور العمراني العشوائي، وضعف الحوكمة. وعليه يجب، بحسب الدراسة، أولاً تحديد كيفية تشكّل مخاطر الكوارث مع هذه الأسباب وثانياً تحديد خصائص الفئات والقطاعات المتضررة من تجليات هذه المخاطر، وثالثاً كيفية تفاوتها مع النوع الاجتماعي في لبنان قبل الوصول لبلورة سياسة دمج اعتبارات النوع الاجتماعي مع مبادرات تقليص مخاطر الكوارث وتحديد مقترحات للحلول. و قد تناول حمدان في مقالته مسببين رئيسين للمخاطر: التطورالعمراني العشوائي السريع الذي يؤثر في الطبقات الفقيرة من نساء ورجال على حد سواء، والتدهور البيئي والذي يؤثر بشكلٍ رئيسي على القطاع الزراعي الذي يعتبر من أكثر القطاعات المتضررة. وتفيد الدراسة ان الخسائر في المحاصيل تؤدي الى ارتفاع في مستويات الفقر فيتشكل تمركزاً للفقراء بين العاطلين عن العمل والعاملين في قطاع الزراعة وتهديدا للنساء. فقطاع الزراعة، بحسب الدراسة الوطنية للأحوال المعيشية للأسر للعام ۲۰۰٧ الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة النمائي، يؤمن وظائف ٤،٦ المئة من مجموع النساء العاملات و٨،١ المئة من مجموع الذكور أو ٧،٢ المئة من مجموع القوى العاملة.
وبما أن سياسات تقليص مخاطر الكوارث غالباً ما تتمحور حول قطاعات اقتصادية محددة، هناك خطراً حقيقياً أن يتم إهمال دور النساء في عملية تخفيف مخاطر الكوارث، وخصوصا النساء اللواتي يعتبرن خارج سوق العمل. ففي بيروت نفسها ١۳ في المئة من النساء الفقيرات يعملن، ٧،١ في المئة عاطلات عن العمل و٧٩،۳ في المئة هن خارج سوق العمل. أما في الشمال ٥،٦ في المئة من النساء الفقيرات يعملن، ۰،٢١ في المئة عاطلات عن العمل و٩٤،٢ في المئة هن خارج سوق العمل. وفي الجنوب ٧،٩ في المئة من النساء الفقيرات يعملن، ٢،۳ في المئة عاطلات عن العمل و٨٩٫٨ في المئة هن خارج سوق العمل. أما نسبة النساء اللواتي هن خارج سوق العمل من مجموع النساء في كل محافظة فهي ٦٥،٦ في المئة في بيروت، ٧٦٫٤ في المئة في جبل لبنان، ٨٨،٤ في المئة في الشمال، ٨٩،٨ في المئة في البقاع، ٨٢،٦ في المئة في الجنوب، ٨۰،۳ في المئة في النبطية، و٧٩،٩ في المئة في لبنان ككل.
من هذا المنطلق يرى حمدان ضرورة تطوير أدوات عمل لتقليص مخاطر الكوارث تأخذ بعين الاعتبار قدرات المجتمع ككل ومن ضمنه النساء اللواتي يشكلن حوالي ٥۰ في المئة من مجموع السكان، وعليه يطرح بعض المبادرات التي ترتبط بالنوع الاجتماعي وهي: