سلطت صحيفة السفير في عددها الصادر اليوم، الضوء على تراجع تربية الابقار في منطقة البترون، التي لطالما شكلت ركيزة أساسية لدى ابناء المنطقة الذين واللواتي كانوا/ن يعتمدون/ن على القمح والتبن والذرة والنخالة وفضلات البساتين لتغذية أبقارهم/ن. وفيما لم يكن يخلو منزل بتروني من بقرة أو بقرتين للحليب والحراثة، لا يتجاوز انتاجها الـ10 ليترات من الحليب في اليوم الواحد، لم يبقى اليوم في البترون سوى 80 مربيا/ة للأبقار، ونحو 400 بقرة من الأصناف المستوردة المهجنة والمؤصلة وبقرتين فقط من الصنف المحلي البلدي. وقد اشارت الصحيفة المذكورة الى انه وسعيا لزيادة معدل إنتاجهم/ن في الموسم، بدأ المزارعون/ات في البترون، منذ أكثر من 30 عاماً، بعملية استيراد الابقار العالية الانتاج والإدرار من هولندا والدنمارك وإلمانيا وفرنسا واميركا والتخلص من الصنف المحلي وذبحه. وفي عرضها لاسباب تراجع تربية الابقار، افادت الصحيفة الى غياب الدولة والإرشاد وطرق التأصيل، اذ حافظ مربو/ات الابقار على الطريقة نفسها في التربية والتغذية، فكانت المشكلة الكبرى لأن احتياجات البقرة العالية الإدرار تختلف كلياً بطريقة الرعاية والتغذية والتربية عن الصنف المحلي. كذلك اشارت الصحيفة الى مشكلة اخرى تمثلت في انكفاء الشباب البتروني الذي لم يعد يرغب في تربية الأبقار، حيث ان واحداً في المئة فقط من المربين/ات هم/ن من فئة الشباب، وذلك لأسباب عدة، منها النظرة الدونية للمزارع/ة السائدة. وفي سياق تحديد المشكلات، لفت عدد من مربي/ات الابقار الى مشكلة سوء التصريف وتحكم المعامل بالإنتاج، الى جانب افتقاد التعاونيات المختصة التي يمكن تقديم الدعم والسند. (السفير 3 شباط 2016)