سلطت صحيفة المستقبل في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي، الضوء على الحاجة السبعينية سعدية الحريري "ام محمد" من مدينة صيدا التي برعت منذ عقود في صناعة تقطير ماء الزهر، التي تمارسها في غرفة صغيرة ملحقة ببيت العائلة. وقد قالت ام محمد للصحيفة انها تمضي خلال شهري آذار ونيسان معظم اوقاتها في "مختبرها" مقطرة زهر الليمون، كما شرحت مراحل التقطير من الألف الى الياء. وتقوم عملية التقطير على استخراج خلاصة الزهر وتقطيره ماء بعد أن يُقطف ويُجمع ويُنقى، ويوزع في "كركة" كبيرة من النحاس يشعل تحتها الحطب ويخرج من تلك "الكركة" انبوب يخترق برميلاً مملوءاً بالماء ليبرد بخار الزهر الذي يمر بداخله ويحوله الى ماء زهر يُسكب في عبوات زجاجية. كذلك استطردت ام محمد في سرد حكايتها مع تلك الصنعة وكيف ربت اولادها وانشأتهم/ن افضل تنشئة من نتاج الكد والتعب في ذلك العمل المضني الذي بات جزءا من حياتها اليومية، واذ تشبعت يداها المشققتان بعطر بساتين صيدا "لكثرة ما تقطران زهرا". (المستقبل 4 نيسان 2016)