هنا، في سجن «بعبدا»، شهرزاد امرأة سجينة تروي قصصاً «من ألف حبسة وحبسة»، في «ألف ليلة وليلة» أمضتها وراء القضبان. تُحكى القصص هذه في مسرحية «شهرزاد بعبدا» التي تنفذها وتخرجها الممثلة والمعالجة بالدراما زينة دكاش في «سجن بعبدا للنساء»، حيث تروي عشرات الشهرزدات السجينات آلامهن في فصول مسرحية كتبنها بأنفسهن. يُفتتح عرضها في الثامن عشر من نيسان الجاري، ويختتم في الحادي عشر من تموز المقبل.
في المسرحية، يؤدي الجمهور الذي لن يتجاوز الخمسين شخصاً (نظراً إلى ضيق المكان) دور شهريار، إضافة إلى أربعين سجينة من أصل ثمانين قررن خوض التجربة. أربع عشرة منهن يمثلن أدوراً مختلفة، في حين تتولى الأخريات مهمات عدة، من بينها الأزياء والماكياج والإضاءة. وتراوح أعمار الممثلات بين 19 عاماً و50 عاماً، وتتفاوت أسباب الأحكام بالسجن على المشاركات بالمسرحية.
خضعت السجينات بداية لجلسات فردية مع دكاش للتعرف إلى شخصية كل منهن وجريمتهن. وكانت الخطوة الثانية جمعهن في مسرحية مدتها ساعة ونصف الساعة، تخللتها مشاهد عدة عن المرأة المتّهمة، وهي من المفترض أن تكون الأم والزوجة والابنة. وحاولت بعدها دكاش توظيف مواهب السجينات في عملها المسرحي، فإحداهن بارعة في أداء المواويل الشعبية، والثانية تتقن الغناء، وتتمتع الثالثة بخبرة في الرقص فأولي لها المساعدة في تدريب زميلاتها على تقديم الرقصة الجماعية.