بلدة كفريّا الصغيرة بمساحتها وعدد وسكانها تشتهر بصناعة السلال المعروفة منذ عشرات السنين، لكن اليوم لم يبقى فيها سوى خمسة من ابنائها يحترفون المهنة، واحدهم متي مخول (75 عاما). يقول مخول أن الابناء والاحفاد هربوا/ن من صناعة السلال بسبب قلة مردودها المالي، فجيل الشباب يبحث اليوم عن ضمانات اجتماعية وصحية مع تقدمهم/ن في السن، وهناك عوائق تعترض لها تلك الحرفة في ظل منافسة اجنبية بعد غزو السلال الصينية والتايلاندية والماليزية للاسواق اللبنانية. وعن انتاجه اليومي من السلال يقول، أنه ينجز نحو عشر سلات يومياً، في حين كان يصنع في ما مضى اكثر من 70 سلة يومياً، فالانتاج تراجع مع تراجع الطلب، ولكن يبقى له زبائنه من المزارعين الذين يشترونها لتوضيب الانتاج من الفاكهة وثمار الحمضيات على انواعها. وعن الحرفة، يقول مخول أنها لا تحتاج الى رأس مال بل تحتاج الى مهارة وذوق، وهي قادرة على اعالته، لكنه لا يرى مستقبلا لها في عصر المكننة والتكنولوجيا، ويتخوف عليها من الانقراض. (الديار، 13 آذار 2014)