اعتصم يوم أمس عدد من مربي الأبقار ومنتجو الحليب على اوتوستراد بعلبك، عند مفرق بلدة سرعين، وقاموا برمي كميات من الحليب على الطريق الدولية التي أقفلت لبعض الوقت. الأعتصام أتى استنكاراً لما يسمونه "ابتزاز اصحاب المعامل"، الذي قابله في الوقت ذاته، احجام وزارة الزراعة عن حماية سعر الحليب المحدد من قبلها بـ 1100 ليرة للكيلو، كسعر مبيع من المزارعين لاصحاب المعامل، الذين يسعون اليوم لتخفيض ذلك السعر الى 700 ليرة. وتحدث المزارع حسين شومان عن واقع اقتصادي صعب، لم يعد يحتمله مزارعو الحليب ومربو الابقار، الذين باتوا مرهونين ومديونين لاصحاب مؤسسات بيع الاعلاف، في ظل الخسائر المتتالية التي اصيبوا بها، وفي ظل سياسة رسمية لا تعمل على لجم وضبط اصحاب معامل الاجبان والالبان. وقد انتقد المعتصمون في الوقت نفسه تشريع الجهات الرسمية الحدود امام مختلف الاصناف المستوردة من اللبنة والاجبان التركية والمصرية والسورية والحليب المهرّب عبر طرق غير شرعية. كما أشار أحد المزارعين إلى أن التحرك لن يقتصر على اعتصام مفرق سرعين فقط، بل سيتوسع الى سرايا زحلة، وسيكون تصعيديا حتى تتحرك الدولة. وقد تزامنت صرخة المزارعين مع الانخفاض الطبيعي لانتاج الحليب، مما يعني، بحسب عدد من المزارعين، ان الامور تتجه الى مزيد من الصعوبات الاقتصادية، لاسيما ان انتاج الحليب الذي وصل الى ادنى مستوياته لا يزال يواجه ازمة تصريف، فكيف اذاً في ذروة الانتاج؟. وتشير الاحصاءات الرسمية الى ان السوق المحلية في لبنان تحتاج يوميا الى ما يزيد عن 300 طن من الحليب، في حين ان المتوفر داخليا لايصل الى 200 طن يوميا. وعلى الرغم من الفارق الكبير بين العرض والطلب فان مزارعي الابقار لايستطيعون تصريف انتاجهم. (السفير، 23 شباط 2015)