سلطت صحيفة السفير في عددها الصادر اليوم الضوء على معاناة عاملات المنازل الاجنبيات في لبنان، اذ يخضعن لظروف عمل قاسية ويتقاضين اجوراً زهيدة الامر الذي يدفعهن الى الهروب دون حيازتهن على اوراقهن الثبوتية، وبذلك تصبح اقامتهن غير شرعية. وقد افادت احدى العاملات من الجنسية البنغلادشية للصحيفة، بأن عملها يبدأ عند الساعة الخامسة فجراً وينتهي بعد منتصف الليل، اذ انها تقوم بتنظيف جميع بيوت أقارب رب عملها، وتكتفي بأكل نصف رغيف خبز تعطيها إياه صاحبة المنزل. كما لفتت تلك العاملة الى تعرضها للضرب من قبل صاحبة المنزل ومن زوجها، الامر الذي دفعها الى الفرار، تاركة اوراقها الثبوتية، مضيفة ان تلك التجربة الاليمة لم تمنعها من متابعة العمل للحصول على المال وارساله الى عائلتها في بنغلادش. وحول الموضوع، حاورت الصحيفة المحامية والناشطة، منار زعيتر، التي شددت على حقّ العاملات البنغلادشيات في رفض ظروف العمل غير الانسانية والبحث عن ظروف أفضل، لافتة الى ان شروط العمل في لبنان مجحفة بحقّهن. وفيما اكدت زعيتر على حق الدولة في تنظيم تواجد الأجانب على أرضها، استطردت قائلة: "بقاؤهن هكذا بطريقة غير شرعية يساهم بخلق منظومة جديدة غير عادلة، تسيطر عليها عصابات تقوم بالاتجار بالبشر بدلاً من مكاتب استقدام العاملات". أما الحل برأي زعيتر، فيبدأ بمعالجة الأسباب التي تدفعهن للهرب، اذ "يجب القيام بإصلاح جذري في القوانين، يبدأ بتطبيق الدولة اللبنانية لالتزاماتها في منظمات العمل الدولية، والتي تقوم على العدالة والمساواة وتأمين ظروف العمل الإنسانية". وختمت زعيتر قائلة: "جميع العاملات اللواتي ينتهكن القانون عشن ظروفاً معيشيةً وحياتية غير ملائمة، لذا فلنبدأ بمعالجة ظروف عملهن". (السفير 27 نيسان 2016)