يعرف الساحل البتروني باحتضانه لزراعة الحمضيات التي يعتمد عليها أبناء البلدات الساحلية، لأن التربة مناسبة لهذا النوع من الزراعات التي نشطت بعد تنفيذ مشروع جر مياه نهر الجوز. وعلى الرغم من تراجع زراعة الحمضيات على الساحل البتروني بعد شق الاوتوستراد الدولي الــذي اختــرق الاراضــي المزروعــة بالحمضيات، الا ان تلك الزراعة ظلت تشكل مصدر رزق مهم لعــدد كبــير من المزارعين، اذ يأتيــها مزارعون من خارج المنطــقة لاستثمار بساتين اللــيمون وبيــع انتاجها في الأســواق، إما بالجملة وإما بالمفرق. إلا أن مزارعي الحمضيات على الساحل البتروني اليوم، ينعون مواسمهم وانتاجهم ولا يأملون خيراً بالموسم المقبل، بسبب العواصف التي ألحقت أضراراً بالاشجار والثمار. ويشكو المزارعون من الخسائر التي يتكبدونها والمدفوعات التي ذهبت سدى للحصول على إنتاج جيد، ويقفون مكتوفي الأيدي أمام الديون المتراكمة لدى اصحاب مؤسسات بيع الأدوية والاسمدة. وفي هذا الشأن، يقول المزارع رئيف راجي أنه يمتلك من الكلمنتين والايفاوي 300 شجرة، كان يجني منها ما يقارب 7000 دولار، أما هذا الموسم فلن يجني اكثر من 1000 دولار، بسبب يباس الاغصان واهتراء الثمرة. وناشد راجي الدولة ووزارة الزراعة التعويض على المزارعين لأن الموسم الحالي ليس الأول الذي يخسرونه، وأن العاصفة ضربت الاشجار وكسرتها ولن يكون هناك زهر فيها حتى تثمر في الموسم المقبل. أما المزارع سمير موسى الذي أتى من الجبل الى البترون لاستثمار بساتين الليمون والذي يمتلك 65 دونماً، فويقول أن أضرار العاصفة بدأت منذ شهر تشرين الاول الماضي عندما ضربت حبات البرد الافندي، ثم العواصف التي جاءت أخيراً، ضربت الايفاوي وخسر حوالى الـ2000 صندوق، تبلغ قيمتها الاجمالية 30 مليون ليرة، وهو مردود كان يعتمد عليه لكي يحضر للموسم التالي وليسد ديونه. (السفير، 5 آذار 2015)