نشرت صحيفة السفير تحقيقاً عن الخانكة في طرابلس التي شكّلت على مدى عقود مأوى للعديد من النساء الأرامل اللواتي فقدن أزواجهنّ ولم يعد لهنّ معيل، حيث ساهم في احتضانهن ورعايتهن لفترات زمنية متفاوتة، بإشراف "دائرة الأوقاف الإسلامية" التي أوكلت إليها مهمة إدارة شؤونه.
والخانكة هي مرفق مملوكي أثري، ممتد على مساحات واسعة ضمن ما يعرف بطرابلس القديمة، لكن يعاني اليوم واقعاً مأسوياً بفعل الحرمان والإهمال اللذين يلفانه من كل جوانبه ويجعلانه عرضة للتصدّع والانهيا .ويشير وليد الشامي، وهو أحد المكلفين من"دائرة الاوقاف"، إدارة شؤون الخانكة، في حديث مع "السفير"، إلى الحرمان الكبير الذي تعاني منه هذه الدار، وضرورة العمل على ترميمها قبل تفاقم المشكلة، لافتاً إلى أن مسؤولية دائرة الاوقاف تقتصر على توفير مكان الإقامة، وهناك جمعيات تقدم بعض المساعدات بين وقت وآخر إلى النساء اللواتي يقمن فيه.
كما وصفت صحيفة السفير في تحقيقها أحوال النساء الواتي يعشن في الخانكة مثل أم جمال التي تعيش هناك منذ 36 عاماً والتي توضح أن الحياة باتت صعبة في الخانكة، مضيفة انه سابقا كان المبنى فيه بركة مياه ومراحيض نظيفة، أمّا اليوم فالزرع أصبح في الغرف والمبنى شكله يوحي بأنه سينهار والرطوبة تتآكله. بدروها أكدّت سميحة الكجك (70 عاما) وهي تعيش في هذا المكان منذ ثلاثين عاماً صعوبة الوضع شتاءاً وصيفاً، مضيفةً أن "أهالي الحي يقدمون لنا الطعام من وقت إلى آخر، وهناك نساء يعملن هنا، وعندما يطهين الأكل يحسبن حسابي. الوضع صعب ولا يحتمل، وأنا اليوم انتظر الموت لأنني أعيش في قبر لا يتحمله أحد". (السفير 9 نيسان 2013)