نشرت صحيفة "الأخبار" تحقيقاً حول ظاهرة هجرة النساء اللبنانيات إلى الخليج بهدف العمل، اشارت فيه الى ان الدافع الرئيسي لمثل تلك الخطوة السعي لإيجاد عمل وتحسين ظروفهن المادية، أو هرباً من التمييز بالراتب بينهن وبين رفاقهن الرجال على الرغم من مزاولتهن للعمل نفسه لاقرانهن في المكتب. وقد افادت شوغيك كاسبريان، الدكتورة في علم الاجتماع والإحصاء، في حديثها لصحيفة "الأخبار"، أن الهجرة النسائية التي يشهدها المجتمع اللبناني حاليا ليست ظاهرة نسائية بحد ذاتها، إنما هي مرتبطة بالوضع العام للشعب اللبناني، الذي اتاح لهن تطوره وانفتاحه الآفاق للإقدام على خطوة الهجرة، مشيرةً إلى أن عندما اشتهر لبنان بالهجرة، لم تكن المرأة بعد قد حصّلت على حقوقها الاجتماعية أو التعليمية. أما اليوم، فبعدما أتمت تعليمها تماماً كالرجل، وفي بعض الأحيان أكثر منه، باتت قادرة على التفكير في العمل خارجاً.
وتميز كاسبريان بين ثلاثة أنواع من الهجرة النسائية التي يمكن رصدها في المجتمع اللبناني حالياً. النوع الأول لا يزال يجذب أكبر نسبة من النساء تصل إلى حدود 55% من المهاجرات، وهو منحا ينمو بدافع الزواج واللحاق بالزوج المهاجر أو المقيم في الخارج. تأتي بعد ذلك الهجرة المؤقتة المتمثلة بترك الوطن لمتابعة الدراسة وهي هجرة غالباً ما تكون إلى البلدان الأوروبية أو الأميركية. أما النوع الأخير، فيندرج تحت مسمى الهجرة الطويلة الأمد، ويتهدف للعمل أو لتحسين ظروف العمل. وتُعَد منطقةّ الخليج من أكبر المناطق المستقبلة للنساء اللبنانيات من أصحاب الشهادات العالية. فبحسب الإحصاءات الأخيرة التي جمعتها كاسباريان، تقصد 27.7% من النساء المتخرجات حديثاً بلدان تلك المنطقة للعمل، فيما 13% فقط يتوجهن إلى القارة الأميركية، و49.8% إلى البلدان الأوروبية، بهدف البحث عن عمل اومتابعة الدراسةً. (الأخبار 3 أيار 2013)