نظّم برنامج اللغة العربية وآدابها في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) بإشراف الدكتور لطيف زيتوني محاضرة للصحافية والشاعرة جمانة حداد، حول الفرق في طريقة تناول المادة الإيروتيكية أو الإباحية والتفاعل معها في الأدب العربي، انطلاقاً من كونها صادرةً عن كاتبٍ أو عن كاتبة، وذلك يوم أمس في كلية إدارة الأعمال في حرم الجامعة بيروت. وقد ناقشت الشاعرة حداد البعد التمييزي لتعبير "الأدب النسائي"، مشيرة إلى أنه فيما يبقى "الأدب النسوي"، أي ذلك الذي يتناول مواضيع كحقوق المرأة واللامساواة والتمييز والنظام البطريركي والأقليات الجنسية، مفهوماً ومقبولاً ومنطقياً، إلا أن "الأدب النسائي" أي الأدب الذي تنتجه النساء، لا يزال خاطئ ومرفوض في رأيها، ولا مكان له في الاعتبارات الأدبية.
وتناولت حداد ايضاً أدب الجنس في العالم العربي، من خلال إلقائها الضوء على الإرث العربي القديم الحافل بالمؤلفات التي تناولت الجنس بحرية وطبيعية، على غرار كتابات الإمام المصري جلال الدين السيوطي، متطرقة إلى تجربتها في مجلة "جسد"، وعن الأحكام الاجتماعية والدينية السلبية المعاصرة على المادة الإيروتيكية. وأشارت إلى عدم وجود "أدب الجنس" أو الإيروتيكا في اللغة العربية، على غرار ما هو قائم مثلاً في الأدب الفرنسي أو الأميركي وغيره، كما شككت في احتمال وجود مثل هذا الأدب في المستقبل القريب، بسبب المناخ السائد حالياً في العالم العربي، الذي يشهد تطرفاً دينياً متصاعداً بحدة بحسب قولها، مشددة في الوقت عينه على التاثيرات السيئة للرقابة الممارسة على الإبداع في العالم العربي. (النهار 26 آذار 2014)