نشرت صحيفة السفير تحقيقاً آخر حول "شمّا" العاملة الزراعية في سهل الفيضة في خراج مدينة زحلة، والحقول الزراعية في البقاعين الأوسط والغربي، إلى جانب عملها في مشاغل التوضيب والتعريب والتعبئة في الهنغارات الداخلية. وتروى شما شعبان، لـ"السفير" حكاية عمر قديم وطويل من العمل المبكر في سهل البقاع الذي عشقته منذ أكثر من 30 سنة أمضتها بين حقول البطاطا والبصل والثوم والخضار والفاكهة، وصولا إلى مشاتل الأشجار المثمرة والورود وشجر الزينة، التي هي شغفها الحقيقي اليوم. وتلفت شمّا إلى أنها بدأت العمل في مشتل س. س في شتورة، منذ اكثر من عشر سنوات، بمشاركة الكثيرات من النساء وذلك في تطعيم أشجار "الكرمة" وري بعض الشتول وترتيب الأزهار، مشيرةً إلى أنها "أصبحت "الكل في الكل" في المشتل، في غضون أشهر، مضيفة بشغف يبرز في عيونها، قائلة" "حين أتنقل بين الأشجار أشعر وكأنها تناديني بلغتها، فان عطشت أشعر بعطشها، فأسرع الى سقيها وتعشيبها وترتيبها وانتقائها بشكل متناسق". وتؤكد شمّا إلى أنها في حين لا تخجل بعملها الذي فُرض عليها في سن مبكرة من عمرها وحرمها سني طفولتها، لا تريد أن تحرم أطفالها اليوم من طفولتهم، فتعمل بكد لتأمين معيشة لائقة لهم. (السفير 2 أيار 2014)