نشرت صحيفة لوريون لو جور في عددها يوم امس، نتائج تحقيق اجرته داخل سجن النساء في بعبدا، وذلك لتسليط الضوء على اوضاع النساء داخل السجون في لبنان ومعاناتهن. وبحسب احصاءات جمعية دار الامل لعام 2013، فان اجمالي عدد السجينات في سجون لبنان الاربعة (زحلة، طرابلس، بعبدا، بيروت) يبلغ نحو 627 سجينة، وذلك دون احتساب العاملات الاجنبيات اللواتي يقبعن لشهور داخل زنزانات الامن العام بانتظار ترحيلهن.
وقد واظهر التحقيق ان اوضاع سجون النساء الاربعة لا تتوافق مع المعايير الدولية للسجون، ففي سجن بعبدا، تبلغ مساحة الغرفة الواحدة 20 متر مربع، وتضم اكثر من 20 سجينة، في حين لا يوجد داخل الغرفة المقتظة الا شباك واحد، ناهيك عن الاضاءة الغير كافية. كما كشف التحقيق عن عدم وجود قوانين ادارية خاصة ترعى السجينات، مؤكداً ان السجينات القديمات هن من يضعن القواعد. كذلك، سلطت الصحيفة الضوء على عدة امور اساسية منها: اوضاع النساء الحوامل اللواتي يولدن داخل السجون، ومصير اولادهم/ن الذين واللواتي يجبرن الى العيش داخل ظروف مزرية وغير صحية، مشكلة ايواء القاصرات مع البالغات، مسألة فرز النساء الذي يتم على اساس عرقي وليس بحسب نوع الجريمة اوحجمها.
وقد اجرت الصحيفة ايضاً حواراُ مع السجينة هالا 42 عاماً، التي اقرت ان عدد السجينات في الغرفة الواحدة يصل احياناً الى 22 سجينة، وانه وعلى الرغم من تدخل بعض الجمعيات لتحسين الاوضاع داخل السجون الا ان ظروفها لا تزال مزرية ومحبطة. وقد كشفت هالا انهن يتعرضن للاهانة والشتائم على مدار النهار، وانهن يجبرن على العمل المبرح في مجالات الخياطة والتنظيف والطبخ من اجل الحصول على ابسط الامور كأدوات التنظيف. كما ركز البحث على العزلة الاجتماعية التي تعاني منها السجينات، اذ يتم التخلي عنهن من قبل افراد عائلتهن حالما يدخلن السجن، وربما يعود السبب في ذلك بحسب الصحيفة نتيجة للبعد الجغرافي للسجون، التي تتوزع بشكل غير متساوي على الاراضي اللبنانية. (لوريان لو جور 10 حزيران 2014)