نشرت صحيفة السفير تحقيقاً حول حرفة صناعة سلال القصب، التي شهدت تراجعا كبيرا بعد أن إقتحم البلاستيك الأسواق، فدخلت في تنافس "عقيم" مع السلال الصينية الأرخص نسبيا، والاكثر رخرفة فنيا، ما حدّ من الإقبال عليها وقلص من إنتاجها. ويشير التحقيق إلى أنه على الرغم من ان أسواق تصريف تلك السلال محدودة بعض الشيء، إلا ان عائلات كثيرة من الأرياف اللبنانية، ولا سيما في المناطق القريبة من الأنهار وأماكن توافر الماء، مثل عمشيت، الكورة، زغرتا وكفريا، لا تزال تعتمد في معيشتها عليها، وخصوصاً في فصل الصيف، حيث يكثر الطلب على سلال التين والعنب والفاكهة، كما السلال المخصصة لزينة الزهور.
وعلى الرغم من أن حرفة السلال "صعبة"، وتحتاج الى كثير من الصبر وتحمل جروح "نسلات" القصب، فإن النساء يبرعن فيها، وإن يشتهر فيها الرجال بمعظم الأحيان. وفي ذلك السياق، يشير شربل فرنسيس، الذي ورث الحرفة عن والده وجده، إلى أنه يتمسك بها، بالرغم من صعوبتها، بسبب الأرباح التي يجنيها مقابل بيعها، موضحاً أن حزمة القصب يشتريها بمبلغ يتجاوز الثلاثة آلاف وخمسمئة ليرة، بينما يصنع منها عشر سلال تقريبا، ويبيع الواحدة منها بين الأربعة آلاف والستة آلاف بحسب الحجم. (السفير 28 آب 2014)