نشرت صحيفة النهار تحقيقاً حول صناعة الأحذية في مدينة بنت جبيل، والتي إشتهرت في المنطقة منذ عام 1920 وبلغت ذروة تطورها في بداية السبعينات، الا انها بدأت بالتراجع أواخر التسعينات لظروف امنية واقتصادية، منها الاحتلال الاسرائيلي للجنوب والوضع الاقتصادي في لبنان. وقد لفت التحقيق إلى أن كبار الصناعيين في بنت جبيل أنشأوا في الثمانينات 8 معاملاً كبيرة ضم كل منها ما بين 15 الى 20 عاملاً، اضافة الى نحو 85 مشغلاً صغيراً وفّرت مورد رزق لنحو 350 عائلة. كانت تلك المصانع تنتج نحو 3500 زوج من الاحذية يومياً، وتصرف الانتاج في الاسواق اللبنانية، وكذلك في أسواق بعض الدول الافريقية ودول الخليج العربي ومنها الكويت. إلا أن تلك الصناعة بدأت بالتراجع تدريجياً في نهاية عام 1990، الأمر الذي أدى إلى إقفال الكثير من المصانع الكبرى والمشاغل في المدينة. واستمر الوضع متأرجحاً حتى 2006 عندما دمر العدوان الاسرائيلي السوق القديمة التي انتشرت فيها تلك الصناعة، وبعد اعادة تأهيل السوق لم يتم تشغيل سوى مصنعين و6 مشاغل صغيرة يعمل فيها مئة شخص حالياً وانخفض بالتالي الانتاج اليومي الى نحو 200 زوج من الاحذية تصريفها موسمي.
وإختتم التحقيق بالإشارة إلى أن جميع من يعمل في تلك الصناعة لا يرى لها مستقبلاً. وقد أجمع هؤلاء أن مسؤولية تنشيط صناعة الأحذية تقع عليهم، وبالتالي، يتوجب عليهم انشاء نقابة تطالب بحقوقهم وتقوم بتنظيم دورات حرفية ومهنية، كما اقترحوا إنشاء تعاونية لتسهل عملية شراء المواد الاولية بأسعار مخفضة وبدون وسيط وطالبوا الدولة بدعم وحماية الانتاج الوطني من المنافسة الاجنبية وايجاد اسواق خارجية أوسع له. (النهار 24 تشرين الأول 2014)