يستمر الجمود والسكون يغلبان على يوميات المنطقة الحدودية في المصنع، نتيجة اقفال معبر نصيب الحدودي عند الحدود السورية-الاردنية، خصوصاً في ادارات الجمارك الرسمية، التي تبدو في شبه اجازة، اذ لا تنجز سوى معاملة شاحنة واحدة او 4 شاحنات يومياً وكحد الاقصى. هدوء المصنع الحدودي ينعكس «دماراً اقتصادياً» لا مثيل له، وفقاً لاحد اصحاب مكاتب التخليص الجمركي، الذي اشار الى ان توقف العمل في هذه المنطقة ادى الى شلل الكثير من القطاعات التجارية، اذ بات الوضع اليوم أشبه بكارثة زراعية واقتصادية، فأصحاب بساتين الحمضيات لا يستطيعون قطافها وتكديسها في المستودعات والبرادات، والفاكهة الاخرى كالإكيدني واللوز والموز لا تجد من يشتريها، وأصحاب المشاغل ومراكز التوضيب الزراعي أقفلت بدورها أبوابها. ومع اقفال معبر نصيب بدأ تراجع اسعار الخضار والفاكهة التي سجلت تدنيا تجاوز 20 في المئة.
يجمع معظم المصدرين على انه منذ نحو 20 يوماً لم يتعد عدد الشاحنات الزراعية عشر قوافل عبر كل خطوط الشحن البري والجوي والبحري، في حين كان مجموع القوافل يتعدى 100 قافلة في اليوم الواحد، كذلك يؤكد ممثلو القطاعات الانتاجية والتجارية في البقاع، ان اقفال معبر «نصيب»، هو من اخطر تداعيات الازمة السورية وأكثرها كارثية على الصعيد الاقتصادي. وعلى الرغم من صعوبة تحديد الخسائر المالية بشكل دقيق، الا ان بعض المصدرين يعتبر ان كل يوم إقفال لهذا المعبر يكبد لبنان اكثر من مليون دولار في الحد الادنى، فيما تقدر مصادر جمركية حجم التراجع في واردات معبر المصنع بما يزيد عن عشرات الملايين من الدولارات. اما بالنسبة للحلول البديلة المتداولة وفي طليعتها الشحن البحري، فلا يحبذها المصدرون الذين اعتادوا التصدير البري لأنه يخرج القطاع الزراعي من المنافسة. (راجع الاخبار السابقة ذات الصلة على الموقع)
(السفير 22 نيسان 2015)