حقق لبنان "مرتبة متقدّمة" في مسحين جمعتهما مجموعة “insider monkey” حول شكل العلاقات بين الطوائف والمكونات القومية والثقافية المتعددة المحلية او مع المجموعات الاجنبية، اذ حلّ في المرتبة الأولى عربياً في ممارسة الفوقية-التعصبية والازدرائية، والثانية عالمياً بعد الهند. تضمن الاستطلاع الأول سؤالا حول ما اذا كان الشخص يمانع وجود جيران من مجموعة أخرى، أما الاستطلاع الثاني فكان مباشراً أكثر، وكان السؤال إذا تعرض الشخص لموقف تعصبي واذدرائي، أو كان شاهداً على أحدها، فيما شمل المسح أكثر من 85 ألف شخص في 61 بلداً بين عامي 2014 و 2015. وقد تبين بنتيجة البحث ان 36.3% من المستطلعين/ات اللبنايين/ات عبروا/ن عن عدم رغبتهم/ن بمجاورة أشخاص من مجموعات مختلفة أخرى، فيما قال 64.3% منهم/ن إنهم/ن شهدوا/ن حوادث فوقية - تعصبية. من جهتها، اعتبرت صحيفة الاخبار ان الفوقية-التعصبية اللبنانية تجلت مع اللجوء الفلسطيني، ومن ثم تجاه العاملات المنزليات والعمال/ات السوريون/ات، وصولاً إلى النازحين/ات السوريين/ات. وفي هذا السياق، لفت وزير العمل السابق، شربل نحّاس، ان هناك ايضا "عنصريات" متجذّرة منذ زمن على هيئة تعاميم وزارية ومذكّرات، مشيرا الى مذكّرة وزارة العمل، الصادرة عام 1992، التي تصنّف العمّال/ات الأجانب/ات إلى فئات، حيث تضم الفئة الأولى "ممثلي/ات الشركات الأجنبية ومندوبيها ورؤساء مجالس الإدارة وأصحاب/صاحبات المهن الحرة غير الصناعية والتجارية، أما الفئة الثانية "فباقي أصحاب العمل الأجانب"، والفئة الثالثة "الأجراء الأجانب الذين واللواتي يعملون/ن في مؤسسات وطنية أو أجنبية"، المقسّمة بدورها إلى فئات، تبعاً لقيمة الراتب، فيما تقع العاملات"في منازل الأفراد" في الفئة الرابعة. وفيما اعتبر رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، كاسترو عبدالله، ان "فكرة التصنيف في حدّ ذاتها أمر عادل وطبيعي، على الأقل لناحية الرسوم المستوفاة، لفت في المقابل الى ان في الممارسة، يطول الحديث عن التمييز الطبقي والعنصرية. (الاخبار 24 حزيران 2016)