تناولت صحيفة الديار في تحقيق نشرته اليوم موضوع الطلاق في لبنان مشيرة الى انه ورغم ارتفاع نسبة الطلاق في لبنان لا تعتبر ظاهرة وموضحة بان الظاهرة الرئسية هي وجود نسبة كبرى من جيل الشباب تطلب الطلاق، بعد الزواج بقليل، أو قبله، أي خلال فترة الخطوبة، هو الظاهرة. وحول الموضوع، حاورت الصحيفة الباحث في علم الاجتماع العائلي، زهير حطب، الذي افاد بان عدد عقود الزواج في لبنان يبلغ سنوياً ما يقارب 1500 عقد زواج، بينما تبلغ أحكام الطلاق ما يقارب 400 حكم سنوياً، أي بمعدل 32%، بينها 12% أحكام طلاق بين أزواج أسسوا عائلة، ثم قرروا الانفصال، أما الباقون فانفصلوا في عمر الشباب، خلال مرحلة الخطوبة، أو بعد الزواج بقليل. بدوره، اعتبر الدكتور في علم النفس العيادي، عباس مكي، أن الانفصال في مرحلة الخطوبة، يشكل دليلاً على وجود مشكلة أكثر تعقيداً من أسباب الطلاق بعد الزواج، وهي عدم قدرة الشاب والفتاة، على خوض تجربة العيش المشترك في البيت الزوجي. من جهته، افاد مستشار المحكمة الجعفرية الرئيسية، الشيخ عبد الحليم شرارة، إن تغير موقع المرأة الاجتماعي، بعد خروجها للعلم والعمل، ينتج رفضها لصيغ معينة لا ترضيها في العلاقة الزوجية، مثل أعطاء الزوج حق السلطة لنفسه، أو تعنيفه لزوجته أو ما شابه، مضيفا لكن المشكلة هنا ليست في موقع المرأة، وإنما في صيغ العلاقة غير الصحيحة التي تشملها المؤسسة الزوجية". وفي الختام، اكد شرارة أن المؤسسة الزوجية تمر حالياً بمرحلة اضطراب، تمهيداً للوصول إلى صيغة مستقرة، معتبرا ان تلك المرحلة ناتجة عن وجود خلل تاريخي في تربية المرأة وتصنيفها بأنها مخلوق من الدرجة الثانية. (الديار 17 ايلول 2018)