تسع سنوات، هو العمر الذي تبلغ فيه الفتيات «سنّ التكليف» في الدين الإسلامي، وهي السنّ المتعارف عليها لارتداء الفتاة المكلّفة الحجاب. بيد أن بعضهنّ، بعد مرور 9 سنوات أُخَر أو أكثر، يقرّرن التخلص منه
اضطرت بعض الفتيات إلى ارتداء حجابها منذ الصغر، لأن الجو الديني الغالب في العائلة والمحيط أوجب عليهن ذلك، وإن لم يحصل رغماً عنهن، إلا أنه قد يصبح لدى بعضهن وسيلة لتقويض الفتاة وتقييدها منذ الصغر لتعتاد عليه، لا لتقتنع بوجوبه، وينسحب ذلك على كل القيود «الذكورية» المفروضة على الفتاة حصراً في مجتمعنا.
وهكذا يخترن هؤلاء الفتيات خلع حجابهن في سن العشرين، بعدما كوّن قناعة مغايرة لتلك الدينية قبل سفورهن. عند حلول ساعة الفصل، تتكرّر سيناريو معارضة الأهل لا لأجل الدّين –بإعتبارهن- بل لكي يتجنبوا كلام الناس. لكن لا تجرؤ كل فتاة اعتادت ارتداء الحجاب منذ الصغر، أن تخلعه بين ليلة وضحاها، فبعضهنّ يعمد الى إخفاء الأمر عن العائلة خوفاً من أي ردة فعل سلبية.
في هذا التحقيق ثلاثة نماذج قبلن التحدث عن تجربتهنّ من بين عشرات رفضن ذلك. عشرات ينقسمن الى سافرات في العلن، وسافرات في الخفاء، ويجتمعن على تخلّيهن عن الحجاب. رفضٌ لا يعني بالضرورة نبذ الدّين، بل يشبه أكثر حركة احتجاجية على واقع يفرضه الأهل والجو العام، قد يلازم الفتاة طوال العمر، سواء رضيت بذلك أو لم ترضَ. (الأخبار)