الازمة المالية -الاقتصادية، جائحة كورونا الى جانب سوء المعاملة والاستضعاف اللذين واللواتي يعانون/ن منه اصلا، عوامل ساهمت مجتمعة في ضرب معيشة العاملات والعاملين الاجانب في لبنان، ما ادى الى تراجع حاد في العمالة الأجنبية وخصوصا العاملات المنزليات منها . ابرز مشاكل العاملات والعمال تتمثل حاليا بانخفاض قيمة الرواتب، التي كانت اصلا زهيدة والتي فقدت مع ارتفاع سعر صرف الدولار نحو 80% من قيمتها، خصوصا مع اقدام اصحاب العمل على دفع الرواتب بالليرة على ادنى سعر صرف للدولار اي 1515 ليرة، وهو ما شكت منه العاملة من الجنسية البنغالية روكسان التي تعمل في التنظيف المنزلي، لصحيفة الاخبار، بقولها انها تستعد للعودة إلى موطنها، لانها لم تعد تستطيع الحصول على الخمسة الدولارات وهي تسعيرة بدل ساعة العمل التي كانت تتقاضاها، في حين تحدثت اخرى باكي من تراجع قدرتها الشرائية كما لو كانت في بنغلاديش، فيما اشارت ميمي، العاملة الإثيوبية في الخدمة المنزلية، التي عادت إلى بلادها منذ أشهر، كيف عملت لأشهر عديدة من دون الحصول على راتبها بحجة عدم توافر الدولار، كاشفة عن سوء المعاملة التي تعرضت لها. كذلك شكا عمال/ات آخرون، من كل من مصر وبنغلادش، للاخبار ايضا، من صعوبة تحويل رواتبهم/ن الى الدولار لارسالها الى اهلهم/ن، كما كشف اخرون عن خداع اصحاب العمل لهم/ن بحيث يوهموهم/ن بأن الراتب سيُدفع لهم بالدولار وليس بالليرة، ليتبيّن في ما بعد عكس ذلك. في ظل تلك الاوضاع السيئة، يسعى الكثير من العمال/ات الى المغادرة، وهو ما يفسر الارقام التي نشرتها الدولية للمعلومات حول تراجع العمالة العربية والأجنبية في لبنان، والتي اظهرت ان مجموع سمات دخول العمالة العربية والأجنبية إلى لبنان تراجع 83% في العام 2020 . تجدر الاشارة الى انه وفقا للدولية للمعلومات، قابل عدد التراجع الإجمالي تباين في تراجع عدد العمّال بحسب الجنسية، بحيث تصدر العمّال من الجنسية الغانية (من غانا) قائمة المغادرين/ات ومعظمهم/ن من العاملات في الخدمة المنزلية، (هبط الاجمالي من 11 ألفاً و539 سمة عمل في العام 2019، الى 706 سمة في الـ2020)، في الدرجة الثانية، حل العمّال/ات من الجنسية البنغلاديشية لا سيما العاملات المنزليات وعمّال/ات التنظيف، (من 5 آلاف و922 سمة في 2019، الى 867 في 2020)، في المرتبة الثالثة العمال/ات الإثيوبيين/ات، ولا سيما العاملات المنزليات، (من 16 ألفاً و848 سمة في 2019، الى ألفين و838 سمة في 2020)، في المرتبة الرابعة، حلّت الجنسية الفليبينية، ومعظم عمّالها ايضاً من العاملات في الخدمة المنزلية، (من خمسة آلاف و165 سمة في 2019 الى 706 سمة فقط في 2020). اخيرا يبدو جليا غياب الاهتمام الرسمي بواقع العمال/ات والذي اقتصر خلال ازمة كورونا على التواصل مع السفارات لتسهيل عودتهم/ن (
https://bit.ly/3fn48Zr). (الاخبار 24 آذار 2021)