تواصل حملة "شايف حالك" الاشارة بإصبعها الى مواضع الوجع الكثيرة ومنها العنصرية والطائفية والفساد، وذلك عبر عشرات الاشرطة التي تبثها شاشة "المؤسسة اللبنانية للارسال" منذ حزيران 2011. وطوال هذه الفترة، تناولت الحملة مظاهر اجتماعيّة كثيرة، وتجارب مختلفة في التحايل على القانون، مستقاة من الواقع اللبناني اليومي. فعلى سبيل المثال، واحد من هذه الاشرطة المصورة، يظهر ربة المنزل، أو "المدام" كما تحب تسمية نفسها، تجلس على كنبة في غرفة الجلوس، يبدو بيتها نظيفاً، كل شيء في مكانه. يعود الفضل في ذلك للعاملة في الخدمة المنزليّة، الشابّة الأثيوبية الجنسية، التي تعاملها "المدام" كـ"فرد من أفراد العائلة". كما تخبرنا "المدام" أنها تصطحب "سرلنكيّتها" في كل مشاويرها، لكي تساعد في التنظيف. كما تحرص "المدام" على المحافظة على لياقة الخادمة، لهذا، تطلب منها اصطحاب الكلب "فوفي" في نزهته المسائية. بهذه الطريقة، يكون الجميع سعداء، "المدام"، و"فوفي"، وطبعاً زوج "المدام. تحكي السيدة عن كرمها بكثير من الفخر، فهي لا تبخل عليها بشيء: مساحيق لغسل الصحون، وأخرى لتنظيف المنزل، وأخرى لتلميع الزجاج. تنعم العاملة الأجنبية إذاً، بكمّ هائل من "الدلال اللبناني" الذي لا يحرمها من شيء، سوى جواز سفرها.
تكمن الفكرة من وراء تلك الحملة في إشراك المواطنين اللبنانيين/ات في تغيير ما يعتقدون/ن أنه خطأ في بلدهم/ن، وفي سلوكهم/ن الاجتماعي، بحسب ما ورد على الموقع الإلكتروني الخاص بالحملة، الأولى من نوعها في لبنان، والتي تندرج تحت خانة "صحافة المواطن"، وتأتي ثمرة تعاون بين محطة "أل.بي.سي" وشركة Impact BBDO للإعلانات.
وفي مقابلة اجرتها "السفير" مع مدير التسويق في Impact BBDO، عمر صادق، اشار خلالها الى ان "عندما بادر القيّمون على المشروع إلى تنفيذه، كان "راسنا مسكر من الوضع بالبلد"، مضيفاً أنّ أحداً لا يبادر لتغيير هذا الواقع، خصوصاً أنّ دور الدولة في المحاسبة شبه منعدم. وسأل صادق "إذا كانت الدولة غير موجودة، فهل نحن بحاجة دوماً لشرطيّ يمسك يدنا، ويجبرنا على احترام القوانين؟" أما عن مدى تأثيرالحملة على الرأي العام اللبناني، فأجاب صادق بالأرقام، ان صفحة الحملة على "فايسبوك" تضم أكثر من 46 ألف معجب/ة، وقد شاهد الفيديو الأخير للحملة ثلاثة آلاف متابع/ة، بعد أربعة أيام فقط على رفعه على "يوتيوب"، إضافة إلى أنّ متابعي/ات الحملة على "تويتر" بلغوا 11 ألفاً تقريباً. وعن قدرة الحملة على التغيير، يكتفي صادق بالقول: "لبنان مع حملة "شايف حالك" أفضل من لبنان من دونها حتى لو كان التغيير الذي تصنعه بسيطاً أو بطيئاً". (
السفير 30 تشرين الاول 2012)