التعاونيات الزراعية في الكورة: واقع صعب ومطالب جمّة || صحف

ضمن سلسلة التحقيقات التي نشرتها صحيفة السفير الشهر الفائت عن واقع التعاونيات الزراعية في لبنان، وبمناسبة اعلان الأمم المتحدة، سنة 2012، سنة عالمية للتعاونيات، نشرت السفير يوم السبت الفائت تحقيقاً عن تعاونيات الشمال وخاصة الكورة. وقد أشار التحقيق إلى أن تعاونيات الكورة على اختلاف عناوينها وغاياتها وأهدافها، تعاني من عجز في خدماتها وغياب الدعم الرسمي لها، إضافة إلى تراجع الثقة بها، وانخفاض عدد المنتسبين إليها لاعتمادها على التمويل الذاتي، وعدم قدرتها على تلبية حاجات المزارعين بالشكل المطلوب. لكن وعلى الرغم من تشابه حاجيات التعاونيات الزراعية في منطقة الكورة ومطالبها، مع مثيلاتها في المناطق الأخرى، إلا أن تركيزها الأول على زراعة الزيتون، الأمر الذي يجعل المطالب المتعلقة بهذه الزراعة تتصدر اللائحة. ومن هذه المطالب ذكر التحقيق العناوين التالية: تأمين مختبرات لفحص نوعية الزيت، شراء الدولة قسماً من الانتاج، تأمين التسويق الداخلي والخارجي لتصريف الانتاج، وتأمين ضمان اجتماعي للمزارعين المنتسبين للتعاونيات.

تضم الكورة، وفقا للتحقيق، تسع تعاونيات زراعية مختصة بزراعة الزيتون وهي: "التعاونية الزراعية لتنمية الزيتون في كوسبا"، "الجمعية التعاونية الزراعية ـ دير سيدة حماطورة"، "الجمعية التعاونية لتطوير وتصنيع انتاج الزيتون في داربعشتار"، "التعاونية الزراعية في بشمزين"، "الجمعية التعاونية الزراعية في بنهران"، "تعاونية ريف الكورة"، "الجمعية التعاونية لتنمية الانتاج الزراعي في بكمرا"، "الجمعية التعاونية الزراعية للانماء والخدمات في الكورة" و"الجمعية التعاونية لمزارعي الزيتون في الكورة".

وتجدر الإشارة إلى أن التعاونية الزراعية لتنمية الزيتون في كوسبا تترأسها السيدة دولا حبيب صعب التي تحدثت للسفير عن صعوبة واقع التعاونيات وأشارت أنها "قصدت أحد المراجع السياسية في القضاء، وحصلت منه على مبلغ من المال مكّنها من شراء "تراكتور" للفلاحة، ومعدات أخرى تساعد المزارعين المحتاجين على العناية بأرضهم، لعجزها عن تأمين خدمات أخرى".

كما يشير التحقيق بأنه على الرغم من أن وزارة الزراعة وزعت العام الماضي على جميع التعاونيات وبالتساوي، فرّاطات للزيتون، وأسمدة، وشتولاً، ومرشات للمبيدات، لدى رؤساء هذه التعاونيات مطالب أخرى من الحكومة ووزارة الزراعة مثل: إعفاءات جمركية على الآلات الزراعية، ودعم مشاريع صناعية في الأرياف، وحل المشاعات وحفر الآبار واقامة السدود المائية، وتقديم الدعم مباشرة للتعاونيات لتصدير الانتاج وليس عبر المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات "ايدال". بالإضافة إلى انشاء صندوق لدعم المزارع عند الكوارث الطبيعية، تخفيض كلفة الانتاج ودعم التعاونيات بكل ما يلزم لتثبيتها وتشجيع المزارعين على الانتساب إليها لتعزيز العمل التعاوني. (السفير 3 تشرين الثاني 2012)