نشرت صحيفة السفير تحقيقاً عن "بيت المحترف اللبناني" الذي يستعد اليوم إلى انطلاقة جديدة اليوم في مقره الرئيس ببيروت على كورنيش عين المريسة. بقي "البيت"، الذي أنشأته الحكومة اللبنانية في العام 1963، يعرض الحرف المحلية منذ نصف قرن، حتى بعد أن حُرق بالكامل في الحرب الأهلية. واليوم يعاد افتتاحه بعد ان خسر ثلاثة أرباع مساحته، فصار بيتاً اصغراً، يضم قاعة واسعة للعرض وطابق إداري علوي صغير.
وفي حديثٍ مع "السفير"، أشارت مديرة "البيت" ألين نوفل زلوعا إلى أن المركز يتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية، لكنه يتمتع باستقلال مالي وإداري، وهو المركز الرسمي الوحيد من نوعه في لبنان، افتتح مجدداً في العام 2000، وفي 2008 اعيد إطلاقه بحلة جديدة، أما اليوم فموعده مع إطلاقة جديدة كدعوة لزيارته والإطلاع على المجموعة الكاملة من منتجاته.
يضم البيت منتجات من 14 صنفا من الحرف منها نحاسية وفضية وذهبية ومعدنية وكذلك من القش والقصب والخشب والموزاييك والفخار والخزف والسيراميك والزجاج، واخرى نسيجية وجلدية ومعمارية وغذائية اضافة إلى الصابون البلدي. وقد أشارت نوفل إلى أن المركز لا يقبل بضاعة مصنعة في الخارج أو غير يدوية أو لغير اللبنانيين، كما تخضع هذه البضاعة قبل عرضها لتقييم لجنة مشكلة من مديرة المحترف وثلاثة أعضاء. واضافت نوفل أن الاهتمام بالمحترف اللبناني لا يركن إلى بعده الثقافي والتراثي فحسب، بل أنه صار اليوم قطاعاً ذا منفعة اقتصادية واجتماعية، تبرز أهميته بشكل أوضح في مجال التنمية الريفية، حيث مازال يستقطب فئات واسعة من المواطنين، ويسهّل على الحرفيين/ات تصريف حرفهم/ن و تطويرها.
وعليه يعرض المحترف، في مركزه الرئيس وفرعيه في طريق المطار وصيدا، منتجات لنحو 500 حرفي لبناني. وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية توقفت عن تقديم مخصصات مالية له منذ العام 2005 فتغيرت، بالتالي، أساليب العمل مع الحرفيين. ومما ادى الى ان يعاني من شحّ في الأموال حيث يقتصر دخله على ربح زهيد من بيعه للمعروضات. وفي الختام أشارت نوفل إلى أن "بيت المحترف اللبناني" سيجول العالم، إذ سيُطلق قريباً موقعاً الكترونياً خاصاً به، يتيح التعرف على الحرف الموجودة لديه وامكان شرائها. (السفير 27 تشرين الثاني 2012)