فيما لا تزال تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي على الاقتصادات الاوروبية والعربية موضع تكهن، بانتظار ما ستؤول اليه التطورات المقبلة، اعتبر الخبير الاقتصادي، جاسم عجاقة، في مقالة نشرها موقع "النشرة" الالكتروني، يوم اول من امس، ان ذلك الانسحاب سيكون له عموماً تداعيات سلبية محدودة على لبنان. فقد لفت عجاقة الى ان لبنان يتمتع بعلاقات تجارية مع بريطانيا تتمثل بتبادل تجاري سنوي قيمته 575 مليون دولار أميركي (بحسب المركز الدولي للتجارة - 2014)، فيما تبلغ قيمة صادرات لبنان 38 مليون دولار أميركي فقط. وكنتيجة لخروج بريطانيا من الإتحاد وما خلّف ذلك من تداعيات على سعر صرف الجنيه الإسترليني (الذي إنخفضت قيمته مُقابل الدولار الأميركي 10% في اقل من 7 ساعات)، فان ذلك سيؤدي الى وفر مالي على لبنان بنحو 30 مليون دولار أميركي، اي بمقدار 6% من قيمة البضائع المُستوردة. لكن، وفقا لعجاقة، يظل ذلك نظرياً لأنه يفترض أن الأسعار لن تتغير. من جهة أخرى، اشار عجاقة الى الجالية البنانية في بريطانيا التي يبلغ تعدادها 18 ألف نسمة بحسب مركز الأمم المُتحدة للهجرة العالمية، والتي ترسل اموال الى ذويها، بمقدار بلغ 153 مليون دولار أميركي في العام 2015 بحسب البنك الدولي، اي نحو 2.14% من مجمل تحويلات المُغتربين/ات اللبنانيين/ات المُنتشرين/ات في العالم. وتوقع عجاقة ان ينخفض اجمالي قيمة تلك التحويلات بنحو 8% أي بقيمة 12 مليون دولار أميركي، مترافقاً مع إنخفاض سعر صرف الجنيه الاسترليني والتضخم الذي سيليه. كذلك اعتبر عجاقة ان الانسحاب سيؤدي الى تزايد حجم البطالة في بريطانيا بما سيدفع بسلطاتها إلى التشدد تجاه المهاجرين/ات متوقعا نتيجة لذلك صرف العشرات من اللبنانيين/ات من أعمالهم/ن. اخيراً، تطرق عجاقة الى وضع الشركات المالية والمصارف اللبنانية التي تمتلك أصولاً بالجنيه الإسترليني أو عملات أخرى والتي ربما تخسر الكثير من الأموال في حال لم تأخذ إحتياطاتها. (الديار 28 حزيران 2016)