من أجل سارة وكثيرات غيرها، تجمّع عدد من النساء بدعوة من التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني ومجموعة من الناشطين/ات والمنظمات النسائية والمدنية، يوم أمس أمام قصر العدل، ليعبّرن عن رفضهنّ لما تعانيه النساء من عنف جسدي ومعنوي. وقد قدّمت كارولين سكر باسم التجمع النسائي الديمقراطي بياناً، رأت فيه أن فعل القتل مؤسس على منظومة أبوية وذكورية تطبع الأمن والقضاء والإعلام ومؤسسات الدولة، كما رأت أن محاربة العنف ضد النساء هي مسؤولية مشتركة بين الجميع، مطالبةً الدولة بسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية مسؤولية حماية النساء ووقف الجرائم البشعة بحقهن. أمّا المحامية بريجيت شلبيان، فقد أكّدت في كلمة نقابة المحامين في بيروت أنّه تبيّن أنّ قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري، لا يمثل رادعاً كافياً لمنع المجرم عن ارتكاب جريمته، كما أنه لا يمثل وسيلة كافية للوقاية من جرائم العنف الاسري، مضيفة أن تأمين الحماية للنساء لا يقتصر فقط على اصدار قرار حماية من القضاء، بل يوجب على الدولة وضع الآليات اللازمة لتأمين حماية فعلية وفعالة قبل وبعد اصدار قرار الحماية. في السياق نفسه، نشرت جمعية كفى على موقعها يوم الثلاثاء الماضي مقالاً، انتقدت فيه بشدة برنامج "طوني خليفة 1544" على "الأم تي في"، حول كيفية تبنيه قضية سارة الأمين. وقد جاء في المقال: "كأنّ النساء لم يكن يكفيهنّ العنف الذي يُمارس عليهنّ، فأتى طوني خليفة ليلومهنّ ومن يدعمهنّ على الجرائم التي تُرتكب بحقهنّ داخل الأسرة. فطيلة حلقته يوم الاثنين الماضي وخليفة مُصرّ على إثبات فرضيّته التي تقول إنّ سبب تطوّر العنف إلى حدّ القتل هو لجوء النساء إلى القضاء أو الجمعيّات، الأمر الذي، باعتقاده، يؤدّي إلى استفزاز المعنِّف وفقدانه للسيطرة على غضبه". واعتبرت كفى في المقال المنشور، "أن حلقة طوني خليفة أتت لتكمل مسلسل الجهل والسخافة والسطحية الذي يتم من خلاله معالجة مواضيع اجتماعية بهذه الدرجة من الحساسيّة والخطورة". كما دعت المنظمة إلى المشاركة الحاشدة في تظاهرة يوم السبت المقبل، التي تنظم تحت شعار "للصبر حدود... أسرعوا في محاكمة قتلة النساء"، وذلك انطلاقاً من الساعة الثانية ظهراً، من أمام المتحف الوطني وحتى قصر العدل. (السفير، الأخبار، موقع "كفى"، 26 و28 أيار 2015)