الاشتراك في النشرة الإخبارية

Custom Search 2

أنت هنا

الانظمة الغذائية التقليدية المعتمدة في الأرياف تخفف من حدة الامراض الحديثة ومن التدهور البيئي

20-3-2014

نشرت صحيفة السفير تحقيقا، يوم الإثنين الماضي، حول الأنماط الغذائية السائدة في العالم ما بين الانظمة الغذائية التقليدية والنموذج الصناعي للتغذية الذي يخضع لقواعد السوق ومصالح الصناعيين والتجار، ويبتعد عن قواعد التغذية الطبيعية ومتطلبات الانسجام مع الارض والمناخ والبيئة، بحسب كاتب المقال. فقد أفاد التحقيق أن قضايا تغير المناخ والبيئة وأمراض العصر المرتبطة بالغذاء الحديث، دفعت بخبراء البيئة والمناخ والصحة الى البحث في الانماط القديمة للعيش وإعادة تسليط الضوء على الانظمة الغذائية التقليدية، مشيراً إلى أن جملة من الدراسات والأبحاث الجديدة التي تؤكد أن العديد من الأطعمة التقليدية وغير المصنعة التي تستهلكها المجتمعات الريفية، غنية بالمغذيات، التي تفتقر إليها بشكل كبير الأنظمة الغذائية الرائجة في البلدان المرتفعة والمتوسطة الدخل.
 وفي سياق عرضه للموضوع يلفت التحقيق إلى النظام الغذائي التقليدي الذي كان يُعتمد في لبنان ومنطقة حوض المتوسط بشكل عام، والذي قوامه الحبوب المتنوعة بشكل رئيسي، لا سيما القمح وصناعة الخبز من الحبة الكاملة، بالإضافة الى الزيتون وزيته والفواكه الطبيعية والمجففة والقليل من اللحوم التي لا تؤكل الا في المناسبات، مشيراً إلى أن ذلك النظام يعتمد على الزراعات البعلية ولا تحتاج الى الكثير من المياه والتي تم اختيارها من خلال تجارب السنين لكي تكون متأقلمة مع المناخ والتربة والبيئة عامة، وبالتالي فان ذلك النظام الغذائي كان منسجما مع البيئة. لكن أنماط الحياة التقليدية تلك تعطلت بفعل إدخال الأطعمة المصنعة والدهون والزيوت المكررة والكربوهيدرات البسيطة، مما أدى بدوره إلى تدهور الصحة بشكل عام وإنتشار الكثير من الأمراض، مثل: السمنة، ارتفاع الضغط، ارتفاع نسب الدهون في الدم وانسداد الشرايين.
 وفي حين يلفت التحقيق إلى إزدياد وعي شعوب البلدان المتقدمة حول مزايا بعض الحبوب التقليدية التي كانت تزرع منذ زمن بعيد من قبل المجتمعات الأصلية والريفية في البلدان النامية، لا تزال زراعة الكثير من انواع الحبوب التقليدية المغذية تتراجع لمصلحة زراعات صناعية وتجارية. وإنطلاقاً مما تقدم طرح التحقيق الإشكالية التالية: لماذا يتم حث الشعوب الاصلية في جميع أنحاء العالم على إتباع "النظام الغذائي الغربي" وما يسببه من نتائج مدمرة، في حين أن العديد من اختصاصيي التغذية يوصون بتناول الأطعمة والأنظمة الغذائية التقليدية؟
ويختم التحقيق بنقل أراء بعض العلماء والناشطون/ات الذين واللواتي يؤكدون/ن أن إعادة العافية للنظم الغذائية التقليدية هو المفتاح لصحة الجميع، ولبيئة أفضل، إلا أن المشكلة تتجلى بعدم وجود أسواق لدعم ما يسمى بالأغذية المفيدة. ولا يبتعد لبنان عما يحدث في العالم، إذ خسر الكثير من نظامه الزراعي والغذائي القديم لمصلحة زراعات تجارية غير مغذية وغير مربحة إلا لشركات الأدوية والمخصبات الكيميائية التي لوثت التربة والمياه الجوفية وتسببت بأمراض خطيرة. (السفير 17 آذار 2014)

شارك على

المفكرة

لا يوجد حالياً

فرص عمل

الجمعة, تشرين اﻷول 9, 2015
مجموعة الابحاث والتدريب للعمل التنموي
الاثنين, آب 31, 2015
منظمة كفى
السبت, آب 22, 2015
قرى SOS للأطفال

الأخبار الأكثر قراءة