نشرت صحيفة المستقبل تحقيقاً عن معدلات البطالة لدى الشباب في لبنان، تطرقت فيه إلى وسائل الشباب في الكفاح ضدها. فقد أشارت المستقبل إلى أن خريجي/ات الجامعات في لبنان يمتلكون/ن فائضا في المؤهلات من دون خبرة عملية أو فرصة عمل تحصّنهم/ن من البطالة التي بلغت بحسب الاحصاء المركزي لسنة 2009 ما نسبته 53 في المئة ممن هم فوق سن الخامسة عشرة. وأضافت المستقبل أن هناك نحو 11500 طالب/ة في اقسام الدراسات العليا في الجامعات اللبنانية وفقا لاحصاءات عام 2011، بحسب دراسة صدرت الشهر الفائت عن "بيت. كوم" تحت عنوان "خريجو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وتظهر الدراسة أنّ 74 في المئة من الخريجين لم يتلقوا/ن أي مساعدة من قبل جامعاتهم للبحث أو التقدم الى عمل مما أدى ببعض الطلاب/ات إلا اللجوء إلى إستكمال دراساتهم/هن العليا بإنتظار فرصة عمل بالرغم من مصاريف الماستر وأعبائها.
كما قدم التحقيق وجهة نظر الخبير في التنمية البشرية رامز الطنبور الذي افاد أنه باستثناء الوظائف العامة، لم يعد بالإمكان الكلام عن وجود فرص عمل محلية، خصوصا لخريجي الجامعات من اللبنانيين، فالسوق اللبنانية تبقى مشرعة للخارج، ومن هنا يرى الخبير استحالة توازن سوق العمل بين حاجات السوق و عرض الجامعات. وعند مقارنة خريجي الجامعات وفرص العمل المتولدة سنوياً، يظهر بوضوح قصور السوق اللبنانية عن استيعاب الطاقات البشرية المحلية. ويحذر الطنبور من أن لظاهرة دراسة الماجستير هرباً من البطالة آثار مدمرة اقتصادية واجتماعية ليس على الطالب/ة الخريج/ة فحسب، بل على المجتمع ايضا، مضيفا ان بطالة هؤلاء الخريجين/ات تعني تجميد وتعطيل لكل ما أُنفق عليهم/ن من مال وجهد وتلك خسارة للمجتمع ككل، فضلاً عن تلازم ذلك مع ارتفاع نسبة التفلت والفساد والانحراف نتيجة طبيعية للفراغ القاتل. (المستقبل 3 كانون أول 2012)