نظمت "مجموعة عمل الصحة الإنجابية والجنسية للشباب" في كلية العلوم الصحية، في الجامعة الأميركية في بيروت، يوم الأول من أمس، ورشة عمل للإعلاميين/ات حملت عنوان "إشراك الإعلام في نشر التوعية وتعزيز المعرفة حول الصحة الإنجابية والجنسية للشباب في لبنان". وتشير صحيفة الأخبار، في تغطيتها لمجريات الندوة، إلى أن المشاركون/ات، أجمعوا/ن على أن على النساء يقع القدر الاكبر من القيود الكثيرة التي يخلقها المجتمع حول هذه المسالة.
وتضيف الصحيفة أن موضوع الجنس يُعدّ من أكبر المحرمات اجتماعياً، وكل ما له علاقة به على نحو مباشر أو غير مباشر غالباً ما يعتبر تجاوزاً لمنظومة القيم الأخلاقية. وعليه يجوز ألا يتقبّل البعض الأرقام التي خلصت إليها الأبحاث، التي كشفت عن ان 8% من فئة الشبيبة، اعترفوا/ن بنسج علاقة جنسية، و60% ليس لديهم/هن مانع في إقامة علاقات جنسية قبل الزواج، وذلك وفقاً لما أكده الدكتور فيصل القاق، من كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية.
ويشير القاق في تغطية الاخبار، الى أن تلك الأرقام تبين جزءا من التغيير الحاصل في المجتمع، وبالتالي يجب التعامل معها على نحو علمي بدل من الدخول في حالة النكران، لافتاً إلى أن الأبحاث في هذا المجال يجب أن تتحول إلى سياسات يؤدي الإعلام دوراً أساسياً في متابعتها. إلا أن القاق يؤكد، في الوقت عينه، على أن مقاربة الإعلام لمواضيع الصحة الجنسية ينقصها الفهم وفقاً للإطار السليم والمعرفة للتحولات العالمية للصحة الجنسية في ظل غياب التخصص، موضحا أنّ الجنسانية هي تعبير أعلى من الجنس والصحة الجنسية، إذ إنها أدخلت مفهوما جديدا للجنس باعتبار الجنسانية أحد جوانب الإنسانية الملازمة للإنسان.
كذلك افاد القاق أن التأخر في عمر الزواج (من 24 سنة للذكور و20 سنة للإناث عام 1970، إلى 33 سنة للذكور و29 سنة للإناث عام 2012)، أدّى إلى زيادة الفجوة بين معدلي عمر البلوغ (15 سنة) وعمر الزواج (30 سنة)، مما سبب انعكاسات خطيرة، أبرزها ازدياد الإكراه الجنسي، الأمراض الجنسية، الإجهاض، الحمل غير المتوقع، وغيرها، لافتا إلى أنّ التوعية حول الصحة الجنسية والإنجابية يجب أن يجري التعامل معها كانعكاس على المجتمع بأكمله، لا على المرأة فقط، لأن المرأة عندما تتصالح مع جسدها نفسياً وصحياً، تخفّف الكثير من المشاكل والأمراض التي يمكن أن تحصل نتيجة غياب الثقافة.
وقد طرح المشاركون/ات في ورشة العمل عدة إشكاليات، أبرزها الموقف السطحي للإعلام من الجنسانية، الذي يطغى عليه الإبتذال، وهو ما يؤدي إلى ردود فعل شرسة من قبل المجتمع، وتحديداً من قبل رجال الدين في معرض دفاعهم عن مواقف تعمل على المحافظة على القيود الجنسانية المفروضة على النساء خدمة لمصالحهم بصفتهم رجال. وفي الختام، شدد المشاركون/ات على أن التوعية يجب أن تبتعد عن القنوات التقليدية للإعلام، التي يجب ان تركز على تقديم المعلومات الصحيحة التي تساهم في تغيير السلوكيات الخاطئة، وتدخل إلى عمق الإشكالية لتصبح الحقوق الجنسية، وما تتضمنه من متعة واكتفاء وإنجاب وهوية جنسية وغيرها، مكرسة في المفهوم المجتمعي كحق طبيعي للمرأة كما للرجل. (الأخبار، السفير 20 حزيران 2014)