تمكّن القطاع الزراعي أن ينجو من التراجعات التي سيطرت على معظم القطاعات الاقتصادية اللبنانية الأخرى في العام 2013، مسجلاً نمواً كلياً ملحوظاً بلغ 5.8 في المئة مقارنة مع العام 2012، فيما بلغ في العام 2012 نحو 1.9% فقط مقارنة مع العام 2011، وسجّل تراجعا مقداره 12.5 في المئة في العام 2011 مقارنة مع العام 2010.
لم يقتصر النمو وفق احصاءات وزارة الزراعة والجمارك على صادرات المحاصيل الأساسية من خضار وفواكه، بل شهد برنامج الصادرات (أغري بلاس) الذي دخل مطلع هذه السنة عامه الثالث، ايضاً، زيادة قدرها 14 في المئة في العام 2013، إذ بلغ إجمالي حجم صادراته المدعومة، 519 ألف طن، مقارنة مع 455 ألف طن في 2012، و400 ألف طن في 2011، وذلك بحسب ما أفاد به وزير الزراعة حسين الحاج حسن، ورئيس مجلس إدارة "المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات" (ايدال) نبيل عيتاني، خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد في وزارة الزراعة الأسبوع الفائت. وقد أكد الحاج حسن خلال المؤتمر على أن وزارته ستواصل في العام الجاري، العمل على زيادة كمية الصادرات الزراعية إلى أوروبا، مؤكداً أن التصدير عبر البر في العام 2013 لم يتوقف بسبب الوضع السوري، سوى لأيام قليلة لم تتعدى العشرين يوماً، لكنه تأثر بإرتفاع تكلفة الشحن التي تضاعفت قيمتها، في حين إرتفعت حصة التصدير بحرًا، بنحو 40 في المئة في الفترة نفسها.
من جهته إستعرض عيتاني نتائج برنامج "أغري بلاس"، موضحاً أن صادرات البطاطا حلّت في 2013 في المرتبة الأولى بالغة 198 ألف طن ومشكلةً 38 في المئة من المجموع العام، تلتها صادرات التفاح (79.2 ألف طن) والحمضيات (78 ألف طن)، إذ شكل كل منهما 15 في المئة من إجمالي الصادرات الزراعية عبر البرنامج. أما وجهة الصادرات، فكانت بشكل رئيسي إلى بلدان المنطقة ب (أي جميع الدول العربية باستثناء سوريا والأردن) التي استقطبت 69 في المئة من مجمل الصادرات، بينما استقطبت المنطقة أ (أي سوريا والأردن) 30 في المئة منها. وكشف عيتاني ايضاً أن صادرات زيت الزيتون تخطت ضعف الكمية التي تم تصديرها في 2012 لتصل إلى 2505 أطنان، ذهب 50 في المئة منها الى المنطقة د (أي أميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا)، وهي أسواق جديدة بالنسبة للمنتجات اللبنانية. كذلك لفت عيتاني إلى أن ايدال، بالتنسيق مع وزارة الزراعة، تستمر في التواصل مع وزارة المال لتسديد مستحقات الرديات عن الأشهر الستة الأخيرة من العام 2012، والتي بلغت 17 مليار ليرة، مؤكداً أن عملية الدفع تتم بشكل منظم، لكنها تأثرت بمرحلة تصريف الأعمال بعد استقالة الحكومة. (الديار، السفير، الأخبار، النهار، 18 كانون الثاني 2014)