بدأ مرض المن القطني بضرب الصبار في لبنان منذ حوالي 7 سنوات، فقضى على 90% من تلك الثروة الزراعية، ليدفع المزارع/ة ضريبة الخسائر والإهمال. بوادر المرض بدأت تظهر أولاً في القرى الجنوبية المحاذية للسياج الحدودي الشائك، وبحسب العديد من المزارعين/ات والجهات المعنية فإن مصدر الآفة الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتقول الرواية أن المرض أنتقل إلى هناك عبر مستوطن إسرائيلي، كان يعمل بمصنع صباغة، وإستورد مستحضراً خاصاً من الأرجنتين، يحوي بداخله مادة أرجوانية تساعد في الصباغة وتضم ذلك النوع من الفيروس. ثم خرجت الآفة عن السيطرة لتنتشر في منطقة الجليل، ومنها إنتقلت إلى القرى الحدودية، لتطال لاحقاً الحقول في عمق القرى الجنوبية. ومما زاد من تفاقم المشكلة عدم إكتراث الجهات المسؤولة، وتجاهلها للكارثة الزراعية، وكذلك العوامل الطبيعة، خاصة الثلوج. ويشير المزارع أبو حسن القادري، إلى أن الصبار يتجه نحو الإنقراض في الجنوب، بحيث يخشى المزارع/ة من إعادة زراعته مرة ثانية. أمّا المزارع حسام الحرفوش، فيفيد أن بستان الصبار العائد له والكامن في الحاصباني، نجا بأعجوبة من المرض، بعدما عالجه برش المبيدات، مرة واحدة كل أسبوع، مؤكداً أن المعالجة تجدي نفعاً، لكن يجب أن تكون شاملة للحقول كافة، وتتم بالتعاون مع الجهات المسؤولة في وزارتي البيئة والزراعة. وتظهر إحصاءات التعاونيات الزراعية في المنطقة، بحسب نائب رئيس التعاونية للزراعات البعلية والشتول، نهاد أبو حمدان، إلى إنخفاض حاد في إنتاج الصبار هذا العام، فقرى حاصبيا والعرقوب كانت تنتج خلال الأعوام الخمسة الماضية بحدود الـ10 آلاف طن تقريباً، تُباع في الأسواق المحلية بالحبة، وبسعر يتراوح بين الـ20 والـ25 ألف ليرة لكل 100 حبة، في حين لا يتجاوز إنتاج العام الحالي 600 إلى 700 طن. (السفير، 12 آب 2015)