الى جانب الاضرار الناجمة عن العواصف الثلجية الأخيرة وما تلاها من جليد وصقيع، لا تزال الحشرة القرمزية أو المنّ القطني تحتلّ موسم الصبّار منذ العام الفائت وتهدّد بوجودها الموسم الجديد، الذي يمتد من منتصف شهري تمّوز حتى اوائل أيلول المقبلين، لتقضي على أمل المزارعين بإنقاذ ما تبقى من الموسم. فقد وصف حسان ملحم حديفة، مزارع في حقول الصبار من حاصبيا، وضع تلك النباتات قائلاً أن المزارعين عمدوا إلى استخدام الأدوية لإبادة مرض المن القطني لكن محاولاتهم باءت بالفشل، كما أضاف أن المرض لم يؤثر على النباتات بقدر الصقيع والثلوج، حيث يكمن الخوف الآن من اليباس النهائي بعد أن أدى الجليد والحرارات المتدنية إلى إحتراق ما مقداره 60 إلى 70 بالمئة من نباتات الصبّار. وناشد حديفة وزارة الزراعة والبلديات والتعاونيات الزراعية وكل الجهات المعنية، التدخل وتأمين الأدوية والأسمدة المناسبة لتخطي لازمةالحالية، ولمساعدة أكثر من 500 رب عائلة تعتمد بشكل أساسي في لقمة عيشها على الصبار. وقد كشف المزارع أن اجمالي كمية إنتاج الصبار تقلّص من 30000 صندوق إلى ما لا يتعدّى 2000 صندوق، بحسب التوقعات لموسم هذا العام، ممّا يجعل تكلفة اصلاح الاراضي ومعالجة النباتات أكبر بكثير من المردود المالي للإنتاج المتوقع. من جهته، أشار الشيخ سميح البحري، إلى أنه يمكن وصف معظم المساحات المزروعة بالصبّار والّتي ترتفع عن سطح البحر أكثر من 800 متر، بالمناطق المنكوبة، حيث أنه في أحد الحقول الّتي يملكها والّتي تزيد مساحتها عن 20 دونماً هناك أكثر من مئة نقلة شاحنة من الصبّار اليابس بفعل درجات الحرارة المتدنية والمرض. كما ذكر البحري أن المزارعين قاموا بالتواصل مع مركز أبحاث زراعية، ومن المفترض أن يبدأوا في مطلع الربيع القادم بتجربة للعلاج على كمية محدودة من النباتات. (الديار، 4 آذار 2015)