نظم المركز الدولي لعلوم الانسان في جبيل يوم امس ورشة حوار ومناقشة حول "موقف الديانتين المسيحية والاسلامية من العنف ضد المرأة، وما الحلول التي تطرحانها؟" بحضور مفتي طرابلس والشمال، الدكتور مالك الشعار، المعاون البطريركي، المطران جوزف نفاع، وحشد من الشخصيات. وبالمناسبة، عرض المفتي الشعار "لأنواع العنف والاضطهاد التي تعرضت لها المرأة عبر التاريخ، من وأد البنات لدى العرب، الى التشاؤم من ولادتهن، الى اجبارها على الزواج من رجل لا تعرفه وغيرها"، معتبرا انها "امور شنيعة ووصمة عار في تاريخ الأمة العربية". كما اكد الشعار على ان الاسلام قد عالج ذلك الاضطهاد، واستشهد بأيات قرآنية تبين حقوق المرأة، لافتاً الى انه اعطاها الحق في تقرير مستقبلها واقام لها كيانا مستقلا، وكرسها الشريكة الموازية للرجل في بناء الأسرة وهي صنو الرجل من حيث المسؤولية. من جهته، اعتبر المطران نفاع أن "موضوع تعنيف المرأة له جذوره في النظرة التي يسوقها الفكر البشري حول كرامة المرأة وموقعها بالنسبة للرجل، لافتاً الى ان حضارات مختلفة اعتبرت ان المرأة اقل من الرجل ورأت فيها كائنا خاضعا له، وبالتالي اعتبر الرجل انه الأقدر على الامساك بزمام الأمور إن على صعيد العائلة او على صعيد المجتمع ككل. وفي الختام، اكد النفاع انه "يجب وضع الكتاب المقدس في اطاره الثقافي والحضاري وقراءته من هذا المنطلق"، مشيرا الى ان "هناك فهما خاطئا لنصوص الدين، وأن اصحاب تيار تعنيف المرأة ارتكزوا الى نصوص دينية ليبرروها ويعطوها حصانة إلهية". (الديار 3 تموز 2017)