بمناسبة عيد الأم الموافق اليوم في 21 آذار 2014، نشرت صحيفة السفير تحقيقاً حول أمهات عشن، أو لا يزلن، معاناة أطفالهن أو خسرنهن بسبب عارض مرضي أو حادث سير فحولّن تجاربهن الشخصية إلى أهداف عامة وقضايا إنسانية. وينقل التحقيق حالات لأربع نساء أسسن جمعيات أهلية وفاءا لأبنائهن وبناتهن، في الدرجة الأولى، وخدمة للمجتمع ولبناء شبكات تواصل بين أمهات أخريات يتشاركن في المعاناة في الدرجة الثانية.
تشير آن ماري جزار الحاج، رئيسة "جمعية قلب لفيليب"، ووالدة فيليب الذي توفي لقصور في القلب، أنها في حين لم تتمكنّ من انقاذ حياة ابنها، تشعر بسعادة في انقاذ حياة آخرين، مشيرة إلى أن الجمعية اهتمت، حتى اليوم، بمعالجة تسعة مرضى، لناحية تأمين الجهاز اللازم لعملية القلب والذي يتراوح ثمنه ما بين تسعين ومئة ألف دولار. من جهتها، تشرح زينة قاسم، رئيسة "صندوق طلال قاسم للعناية بالحالات ما بعد الإصابة - رودز فور لايف"، الذي إنطلق بعد فترة قليلة من وفاة طلال في حادث سير عام 2011، نشاطات الصندوق التي ترتكز على تدريب الأطباء والمسعفين على برامج متخصصة ومتطورة معتمََدَة في أكثر من سبعين بلداً لإنقاذ الضحايا في الساعة الذهبية، أي بعد مرور ستين دقيقة على التعرّض للإصابة. وقد اشارت إلى أن الجمعية قامت حتى اليوم بتدريب مئتي طبيب، إلى جانب تدريب مئة مسعف في العام 2013. بدورها تروي عضو "الجمعية اللبنانية لتثلث الصبغية"، هناء سالم، تجربتها مع ابنتها زينة (23 عاماً) التي لديها متلازمة داون، وكيف تم تأسيس الجمعية في العام 1998 بهدف توفير الدعم للأهالي وخلق شبكة تواصل بين الأفراد والجمعيات والتركيز على البحوث والدراسات العلمية. وقد لفتت سالم إلى نجاح الجمعية خلال السنوات الماضية في مواجهة المعتقدات الخاطئة حول حالة تثلث الصبغية 21، وكسر التابو المجتمعي، وتأمين الدعم للأطفال المصابين والمصابات بالحالة. أما رئيسة "الجمعية اللبنانية للأوتيزم – التوحّد"، أروى الأمين حلاوي، فتشير إلى انطلاقة فكرة تأسيس الجمعية من خلال تجربتها الخاصة مع ابنها عباس (24 عاماً)، وتجربة بعض الأهالي الآخرين بهدف مشاركة تلك التجارب ومواكبة تطور الأطفال الذين واللواتي لديهم/هن توحّد وتقبّل حالتهم/هن، بالإضافة إلى توعية المجتمع وتقديم الخدمات. وتتشارك تلك الأمهات، بحسب التحقيق، بمنظورهن للعمل في الجمعيات، اذ أشرن إلى أن نشاطات الجمعيات قد لا يخفف الألم، ولا يعوّض الخسارة، غير أن المعاناة تجعل الأشخاص أكثر تحسّساً لآلام الآخرين وعذاباتهم. (السفير 21 آذار 2014)