كشف البنك الدولي عبر ورقة عمل تناولت تكاليف الحرب السورية وظهور الدولة الاسلامية على اقتصادات مجموعة من الدول المعنية، ان ست دول وحدها تقع في منطقة شرق البحر المتوسط، اي تركيا وسوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر، تكبدت خسائر اقتصادية في الإنتاج بقيمة 35 مليار دولار، مشيراً الى أن لبنان إحتل صدارة الدول المتضررة من جراء تلك الحرب. كما لفتت المؤسسة الدولية الى ان بلدان في المنطقة تحملت خسائر في متوسط نصيب الفرد من الدخل، لكنها لم تشهد تراجعا في إجمالي الناتج المحلي، إذ أسفر تدفق اللاجئين/ات على لبنان والأردن وتركيا عن تعزيز الاستهلاك والاستثمار وزيادة المعروض من العمالة، ومن ثم كبح تراجع اقتصاد تلك البلدان المستقبلة للاجئين/ات. وأضاف التقرير قائلاً أنه في كل الحالات، ارتفع الدخل الإجمالي بمعدل أقل من زيادة عدد السكان، مما اضر بمستويات المعيشة، حيث انخفض متوسط نصيب الفرد من الدخل 11% في لبنان 1.5% في تركيا ومصر والأردن مقارنة بالمستويات التي كان يمكن تحقيقها لو لم تنشب الحرب.
وفي اطار اشمل، لفتت صحيفة "الحياة" في عددها الصادر يوم امس، الى ان ثورات "الربيع العربي" انعكست سلباً على سوق العمل، ما أدى إلى ارتفاع معدل البطالة في البلدان العربية 3 نقاط، وذلك من 14% عام 2010 إلى 17% عام 2013، بينما وصل اجمالي عدد العاطلين/ات من العمل إلى أكثر من 20 مليوناً، وفقاً لإحصاءات منظمة العمل العربية. واضافت الصحيفة قائلة: "في الوقت ذاته، أدى تراجع مؤشرات النمو في دول "الربيع العربي" إلى تزايد عجز الموازنة وتدهور الميزان التجاري والاحتياط النقدي وتراجع قيمة العملات الوطنية وارتفاع معدل التضخم وتكلفة المعيشة، وكلها عوامل سلبية ساهمت في تفاقم مشكلة الفقر وزيادة عدد الفقراء، حتى ان دولاً عربية انتقلت من وضعية الفائض المالي إلى وضعية العجز في الموازنة بسبب جهود الإنفاق لضمان الاستقرار الاجتماعي وما تلاه من تعثر اقتصادي وصعوبات في المناخ السياسي والأمني". (النهار، الحياة 22 كانون الاول 2014)