سلطت صحيفة الحياة في عددها الصادر اليوم الضوء على زراعة التبغ في جنوب لبنان مشيرة الى انه في مثل هذه الأيام قبل ثلاثة عقود، كانت منطقة جنوب لبنان وتحديداً قرى جبل عامل وبلداته تضجّ بزراعة التبغ، حيث كانت تلك الزراعة مصدر عيش أساسي لعشرات آلاف الأسر، قبل أن يأتي الإحتلال الإسرائيلي عام 1978 ويهجّر السكان من قراها، موضحة بان تلك الفترة كانت بداية للتراجع التدريجي لهذه الزراعة، إلى أن بلغ قمته في السنوات الأخيرة بمعدل يفوق الـ 50%، وذلك وفق مصدر في إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية" (الريجي). واشار ذلك المصدر الى اسباب عدة أدّت إلى هذا التراجع، أوّلها ارتفاع تكلفة انتاج المزارع الذي تخلّى أبناؤه عن العمل معه، مما اضطره إلى استئجار عمال بدلاً من أفراد أسرته، بينما زادت أسعار المبيدات، وشحت الموارد المائية الخاصة بالمزارع، مما اضطره إلى شراء الماء للري مما كبّده نفقات إضافية، فضلا عن ضعف التربة في معظم القرى الجنوبية خصوصاً بعد حرب تموز عام 2006. وقد خلص المصدر قائلاً ان الارتفاع في التكلفة لم تقابله زيادة مناسبة في سعر شراء المحصول من المزارعين/ات، إذ لا يزال شراء كيلوغرام التبغ ذي الجودة العالية يتم بنحو 15 ألف ليرة لبنانية أي بزيادة ألفي ليرة عما كان عليه قبل نحو عشر سنوات. واردف المصدر قائلاً: "على رغم تخلّي عائلات جنوبية كثيرة عن زراعة التبغ، إلاّ أن أخرى لا تزال متمسكة بها في غياب مصادر اخرى للرزق. (الحياة 17 آب 2017)