لفت تقرير لبنان عن "دور المنظمات الأهلية في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها الأسرة العربية" الى أن غياب حماية الدولة والقانون يؤديان الى الاحتماء بالطائفة، فيما اشار التقرير الى أن 36% من اللبنانيين يعانون من الفقر أوالفقر المدقع، مطالباً بالانتقال من أعمال الإنماء الفوقية الى التنمية وضرورة التحرر من أسر العصبيات والطوائف في اتجاه القيم الوطنية والمصلحة العامة، ومشدداً على اهمية توفر الأمن والسلم الأهلي. وقد عرضت نتائج التقرير خلال إطلاق التقرير السنوي الحادي عشر للمنظمات الأهلية العربية، يوم أمس، الذي اشرفت على اعداده المديرة التنفيذية للشبكة العربية للمنظمات الأهلية الدكتورة أماني قنديل، بالتعاون مع "مؤسسة عامل الدولية" التي أعدت تقرير لبنان.
وقد استعرضت الدراسة الخاصة بلبنان دور منظمات المجتمع المدني في لبنان، واعتبرتها صمام أمان خلال فترات المحن المتعاقبة عليه، وفي مرحلة السلم الأهلي، وكذلك بينت الدراسة ازدهاراً مركزياً يقابله تهميش لقطاعات واسعة من السكان ومخاطر كبرى تعرضت لها أسر الطبقة المتوسطة والشعبية، مشيرة الى وجود مجتمع مفكك وممزق بعد الحرب، والتقاء الأزمة السياسية مع الأزمة الاجتماعية، وتعميق الطائفية واستمرار بذور الصراع في لبنان. وقد ادت كل تلت العوامل الى خلق اختلالات أسرية واضحة، وقلق وغموض حول المستقبل ينعكس على الجميع خصوصاً الأطفال، فيما شدد التقرير على ان معاناة النساء أكثر من الرجال مما يؤثر على صحة ونمو الأسرة.
وحول دور منظمات المجتمع المدني، افاد التقرير أن الجمعيات التي شملتها الدراسة تتوجه بنسبة 100% بخدماتها الى الأسرة، النساء والشباب والأطفال، والى المسنين (40%) والى ذوي الإعاقة (50%)، والمطلقات والأرامل (50%)، فيما تقدم 100% من تلك الجمعيات خدمات صحية وبرامج وقائية.
وفي الختام، سلط الدكتور مهنا، رئيس مؤسسة عامل، الضوء على اهم المخاطر الرئيسية التي تواجه المجتمع، بحسب اراء تلك الجمعيات، وهي كالتالي: تعاطي المخدرات (90%)، إقصاء المرأة عن المشاركة في المجال العام (30%)، البطالة والأزمات المعيشية (100%) ، الأخطار الأمنية (80%)، التعصب والفرز الطائفي (90%)، أزمة السكن للأسرة والأبناء والشباب (70%)، و"العنوسة" بين الجنسين (30%). (المستقبل 12 تموز 2013)