تناولت صحيفة الاخبار في عددها الصادر في 13 ك1 الماضي، كيفية مقاربة الكاتبة حنّا أرنت المنتمية الى عائلة يهودية والتي اضطرت للهرب من المانيا الى فرنسا عندما اجتاح النظام النازي البلاد والفيلسوفة وأستاذة القيم في "جامعة برينستون" سوزان جي بريسون، للعنف، مشيرة الى ان ارنت في كتابها "عن العنف" (1970) فرقت بين العنف القديم وعنف المجتمعات الحديثة الذي لا يهدف إلى النصر المطلق لكن لإخضاع الخصم عن طريق وسائل القهر المختلفة، بينما انطلقت بريسون في كتابها "حياة بعد الصدمة، العنف وإعادة تكوين الذات" (2002)، من تجربتها الشخصية لتحليل العنف، إذ أنّها اختُطفت وهي حامل واغتُصبت، وخاضت بعدها رحلة طويلة لبناء ذات جديدة بعد تلك التي فقدتها مع الحادث. واضافت الصحيقة قائلة: لا تنطلق بريسون من السلطة كما ارنت، لكن من الذات التي يفقدها الإنسان إثر حدث يشعر خلاله الشخص بالعجز التام أمام إحدى القوى التي تهدّد حياته، مشيرة الى انه من خلال تجربتها الشخصية، مرّت بريسون بمراحل كان لزاماً عليها تكوين ذات جديدة حسب قولها، وقد نظرت إلى ضحية العنف ليس باعتبارها تستلزم الشفقة لكن وفق مفهوم فلسفي يتطلّب التأمّل والدعم لإعادة بناء ذات جديدة. وفي الختام، نقلت الصحيفة عن بريسون قولها بانّ شرطاً أساسياً لإعادة تكوين ذات جديدة للمعنّفين/ات هو استطاعتهم/ن خلق سردية عما حدث بطريقتهم/ن الخاصة وإيجاد متلقّ يسمع تلك السردية، يبدي تفاهماً ويتعاطف معها. (للمزيد يمكنكم/ن مراجعة الرابط التالي:
https://bit.ly/2PPr868). (الاخبار 19 كانون الاول 2019)