نشرت صحيفة صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية يوم امس، تحقيقا حول مفهوم "تمكين النساء"، تحدثت فيه مع كيت كرونين-فورمان، الباحثة الكرواتية في الفظائع الجماعية (Mass Atrocity)وحقوق الانسان، التي اتهمت المؤسسات المعنية بسؤ استخدمام المفهوم وحصره في نطاق ضيق يرتكز على زيادة دخل النساء، او ما يسمى التمكين الاقتصادي للنساء، وذلك من خلال اخضاع النساء لدورات على الخياطة او التزيين النسائي او ما شابه، واغفال الشق الاهم وهو تحرير النساء من القيود الذكورية والتبعية والقمع عبر التعبئة السياسية وتمكين النساء للوصول الى مراكز القرار. استهلت فورمان حديثها بالاشارة الى نساء التاميل اللواتي حاربن ضمن "حركة نمور تحرير تاميل" خلال الحرب الاهلية في سريلانكا التي انتهت عام 2009، ايمانا منهن بمبادىء سياسية، واللواتي ارسلن بعد ذلك من قبل احدى المؤسسات الدولية لمتابعة ورشات تدريب حول كيفية تحضير الحلويات كمصدر لكسب العيش والتأهيل، مؤكدة ان هؤلاء النساء لم يستفدن من التدريب بل ازدادت حالتهن سوءا لانهن ابعدن عن النشاط السياسي، موضحة ان المشاريع الخاصة بتمكين النساء اقتصاديا هي معيقة للتمكين لانها تساهم في ابعادهن عن الفرص الاهم المتاحة امامهن. واعتبرت فورمان ان معظم المؤسسات المعنية بالمدافعة عن حقوق النساء وتمكينهن تعتبر انه بامكان تمكين النساء بمجرد اعطائهن دحاجة او آلة خياطة، وتتجاهل عن مسألة مهمة وهي ان النساء لا يعانين فقط لانهن لا يملكن مصدر عيش خاص بهن، بل لانه غير معترف بهن الامر الذي يقف عائقا امام تقدمهن والوصول الى مراكز القرار. واعتبرت فورمان ان لتغيير ذلك الواقع كثر من النساء يردن دعم سياسي للوصول الى مراكز القرار واحداث التغيير المرجو في القوانين والسياسات مشيرة الى ان قلة من المؤسسات تضع التغيير السياسي في سلم اولوياتها. (واشنطن بوست 25 ت1 2017)