افادت صحيفة الحياة في عددها الصادر يوم السبت الماضي بان الحملات النسوية التي ظهرت في مصر على نحو متزايد في السنوات الأخيرة بفعل تفاقم الخلافات الأسرية وبتأثير من الضغوط الاقتصادية، لم تقف عند مطالب المساواة بين الرجل والمرأة في أمور أساسية كالتعليم والعمل، بل ظهرت حملة تغالي في نظرتها النسوية إلى الحد الذي تقترح فيه فكرة حياة "دون رجال"، وهو اسم الحملة أيضاً. وبحسب الصحيفة، عزت مطلقات الحملة دوافعها إلى "رفض الاتكالية والاعتماد على الرجل في الحياة عموماً". وحول الموضوع، حاورت الصحيفة، أستاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس، الدكتور سيد عبد الراضي، الذي لفت إلى عدم توجه الحملة إلى الأزواج فحسب، مؤكدا ان عدداً كبيراً من المنضمات إلى تلك الحملة لسن متزوجات، وموضحاً أن الزواج "لم يكن في يوم من الأيام سبباً لرفع نسبة الخلافات بين الذكور والإناث في المجتمع، إنما الأزمة في تصرفات أفراد المجتمع التي تسيء إلى فئة دون أخرى". وختم عبد الراضي قائلاً: "هكذا انضمت إلى الحملة نساء يرغبن في الهروب من جحيم الأسرة التي يتحكم فيها رجل أباً كان أو أخاً". من جهتها، افادت طالبة الدراسات العليا في جامعة القاهرة، لينا سمير، بانها انضمت إلى الحملة بعد تعرضها لضغط عنيف اثر وفاة والدها، إذ حاول شقيقها الأكبر منعها من إكمال دراستها. كذلك اشارت سمير الى أن عدد النساء المنضمات في الحملة فاق ألفي سيدة خلال سنة، متوقعة تضاعف العدد نتيجة ما تتعرض له المرأة المصرية من ضغوط مجتمعية هائلة، ومؤكدة أن كل الانتقادات التي تتلقاها الحملة غير مؤثرة في القائمات عليها على الإطلاق لرغبتهن في التحرّر من الضغوط والتحكمات الذكورية. (الحياة 30 كانون الاول 2017)