رحلت الكاتبة والمناضلة النسوية، الدكتورة نوال السعداوي، يوم امس الأحد 21 آذار عن الحياة، عن عمر يناهز الـ 90 عاماً، تاركة إرثاً يفوق الخمسين كتاباً وبصمتها التاريخية في النضال النسوي بأفكارها المتحررة وقدرتها على النقد وبنضالها من أجل حقوق المرأة والإنسان في العالم العربي. حفلت مسيرة السعداوي بالكثير من التحديات في مواجهة التابوات والعادات الاجتماعية والأعراف والجمود الديني والعقائدي، وتعرضت للكثير من التهديدات في حياتها والقتل واعتقلت بسبب جرأتها في التعبير ودفاعها عن الحقوق السياسية والجنسية للمرأة، لكنها لم تستسلم للضغوط، وخاضت حروباً فكرية مع الإسلاميين وما حمله أيضاً بعض الليبراليين منذ أن بدأت مسيرتها في شبابها. واكبت السعداوي كل التغيرات التي حدثت في مصر والعالم العربي، فكانت في طليعة من قاد النهضة النسوية الفكرية الثانية في مصر وبلاد العرب، وتمكّنت كتاباتها التحرّرية عن الختان والمرأة والدين من إحداث صدمات اجتماعية وكسر محرمات، و اختبرت قضبان السجن. ومن ابرز مؤلفات السعداوي كتابها "قضايا المرأة والفكر والسياسة"، الذي اصطدمت فيه بالكثير من الأعراف الاجتماعية والثوابت الدينية، وكتاب "قضايا المرأة والمجتمع" الذي حركت فيه المياه الراكدة في الكثير من القضايا النسوية، بدعوتها لاستقلالية المرأة وخروجها للعمل كسبيل وحيد لتحرير النساء من المجتمع الذكوري، تعرضت للكثير من الحملات، ولم تتوقف عن اعتبار الدين والمجتمع يتعمدان تجاهل وإقصاء دور المرأة وتأثيرها في تاريخ الأمة أجمع؛ لكونها امرأة، الى الكثير من المؤلفات مثل "المرأة والجنس" و"توأم السلطة والجنس" و"الحاكم بأمر الله" و"مذكراتي في سجن النساء". (النهار 22 آذار 2021)