نشرت صحيفة الحياة، تحقيقا حول شؤون وشجون عاملات المنازل الاجنبيات في لبنان، متوقفة عند تكرر الحوادث العنفية المتعلّقة بعملهن وإقدام أكثر من واحدة على الانتحار وارتكاب بعضهن جرائم. وفي هذا السياق، حاورت الصحيفة الطبيب النفسي والباحث الاجتماعي، أحمد عيّاش، الذي اوضح ان العاملات الأجنبيات ككل الناس، يحملن في جوهرهن المآسي والأفراح، وعندما يغادرن بلادهن فإنهن يسافرن بجمالهن وأمراضهن وأحلامهن، وعند وصولهن إلى لبنان مثلاً، فإنهن يجدن أن طلب الرزق صعب مع قوانين تعطي الكفيل حقوقاً إلى حدّ الاستعباد، لذلك فمن كانت منهن تعاني من توتّر في الشخصية أساساً، فستكون عرضة لانتكاسة سريعة إما في حالة مرضية نفسية عدوانية ضد الآخر أو ضد الذات. واعتبر عياش ان مجموعة كبيرة من العاملات يتفاجأن عند الوصول الى لبنان بان الأمور على الأرض مختلفة تماماً عمّا أبلغهن به سماسرة البشر بين بلدهم ولبنان، لا بل يوقّعن عند الوصول عقوداً مكتوبة باللغة العربية لا يفهمن منها شيئاً، مضيفا ان "اللبنانيين/ات أنفسهم/ن ضحايا العنف والحرب والطائفية والعنصرية، لذلك فاقد الشيء لا يعطيه." من جهته، اشار رئيس "الاتحاد الوطني لنقابة العمّال والمستخدمين في لبنان"، كاسترو عبدالله، إلى الظلم والاستغلال اللذين يقعان على العاملة من المكاتب بدايةً ثمّ أصحاب المنزل، فيما اشار هادي صاحب مكتب استقدام الى غياب الرقابة والمحاسبة الجدية والفعلية، محملا وزارة العمل بداية ثمّ نقابة استقدام العاملات والمنظمات الاهلية، التي لا تفعل شيئاً سوى المؤتمرات والخطابات العاطفية التي لا تقدّم أو تؤخّر على الأرض"، مسؤولية هذا الوضع. (الحياة 20 تموز 2017)