يُعدّ ماء الزهر صناعة لبنانية رائجة، وتعتمد عائلات عدة من مغدوشة على موسم الزهر في معيشتها، فهي من المناطق الجنوبية القليلة التي لا تزال تحافظ على مهنة تقطير ماء الزهر كتراث أصيل، إذ تنتج منه ما بين 80 و100 طن من الزهر سنوياً. يقوم بعض المزارعين/ات باستثمار أشجار البوصفير سنوياً، ويتعاون أفراد العائلة على القطاف توفيراً لليد العاملة، بينما يحترف وتحترف تلك المهنة نحو ثلاثمئة مزارع/ة. وتعتمد زراعة الليمون في مغدوشة على الأمطار في موسم الشتاء فقط، الامر الذي يميز زهرها عن غيره، ويجعل ماءه من النوع الممتاز، علماً أن الموسم الحالي تراجع هذه السنة، بسبب العواصف الثلجية والرياح الخمسينية الحارة التي لفحته قبل تفتحه. وتعتبر تجارة ماء الزهر مربحة، إلّا أنها متعبة وتبدأ مع موسم القطاف الذي يحتاج إلى صبر وتمهل لِتَحَمُّلِ ساعات العمل الطويل. تبدأ رحلة قطاف الزهر من البساتين حبة حبة ثم يُغربل ويُنقى، وينقل إلى مركز البيع. أما ما يتبقى منه بعد البيع، فينقل إلى معمل للتقطير الحديث لتصنيع زهر الليمون والورد في مغدوشة، الذي أنشأته مؤسسة الحريري بتمويل من وكالة التنمية الأميركية، و التي تديره الجمعية التعاونية التي تشتري زهر الليمون من المزارعين/ات. ويقدّر رئيس الجمعية التعاونية، نبيل خوري، إنتاج التعاونية من الزهر بنحو 80 طناً سنوياً، يباع الكيلوغرام الواحد منه بين ستة آلاف وسبعة آلاف وخمسمئة ليرة. كما اوضح خوري، أن الزهر يتم فحصه في المختبرات للتأكد من جودته، مؤكداً أن الجمعية تتلقى دعماً من وزارة الزراعة ومن الجالية اللبنانية في نيويورك. (السفير، 12 أيار 2015)